شاهدنا مؤخرا صور ومقاطع فيديو لحرائق في جبال حالمين، هذه المظاهر لم تعد الأولى من نوعها، بل في كل سنة تقريبا تتكرر وبفعل فاعل، خصوصا في المواسم التي يسود فيها الجفاف وترتفع درجة الحرارة، حيث يذهب بعض الشباب إلى الجبال ويقومون بإضرام النيران في الحشائش اليابسة دون أدنى اكتراث، فينتقل الشرر وتتسع رقعة الحريق، مستفيدة من النباتات والحشائش الجافة، وهكذا تمتد الحرائق إلى مساحات واسعة، وقد تستمر لأيام، مخلفة خسائر اقتصادية وبيئية فادحة.
هذه المظاهر البشعة وغير المألوفة تمر كل مرة مرور الكرام، لا عقوبات تتنزل، ولا قوانين تردع.
تتسبب مثل هذه الحرائق في أضرار كبيرة للبيئة، فهي علاوة عن بشاعتها، تتسبب في تلف الغطاء النباتي، وتساهم في عملية التصحر، كما تؤدي إلى انخفاض أعداد الأشجار، نظرا لاحتراق أعداد كبيرة منها ومن ذلك أشجار معمرة، تغطي تلك الجبال، وعملية تعويض هذه الأشجار صعبة جدا، كون الجبال صخرية، فضلا عن انزلاق التربة التي تعتمد عليها، كما تؤدي تلك الحرائق إلى احتراق بذور الحشائش والنباتات الطبيعية، فيصعب تجددها مرة أخرى، ناهيكم عن أن هناك نباتات نادرة، لها فوائد كثيرة، قد تتلف في هذه الأعمال، وبالمقابل هناك طيور وحيوانات تعتمد على هذه النباتات تتضرر هي الأخرى.
وعليه فأننا نتوجه إلى أبناء مديرية حالمين من قيادات قبلية وشخصيات اجتماعية ومثقفين وجهات حكومية وأمنية، بضرورة التحلي بالمسؤولية، والعمل على وضع رادع لمثل هذه الأعمال التخريبية، والإبلاغ عنها ومحاسبة مرتكبيها.
كما نتطلع من الجهات الحكومية في بلدنا، تشريع قانون يجرم مثل هذه الأعمال، وتفعيل العقوبات بحق من يقدم على اقترافها.