التحريض الطائفي يفتح الباب أمام تيار الإسلام السياسي

2025-07-21 21:02
التحريض الطائفي يفتح الباب أمام تيار الإسلام السياسي
شبوه برس - خـاص - سوريا

 

*- شبوة برس - فداء الحلبي

من يعتقد بأن هذه الهجمات الهمجية على السويداء تمثل السوريين فهو مخطئ، ومن يعتقد أنها تمثل العشائر والبدو الذين عاشوا وتألفت قلوبهم مع قلوب المكونات السورية الأخرى، وعلى رأسهم بني معروف الذين أكثر ما يشبهونهم في العادات والتقاليد الأصيلة، هو أيضًا مخطئ.

 

الذين ينفذون هذه الهجمات ضد أبناء محافظة السويداء هم ذاتهم أبناء الوطن الذين استثمرت فيهم داعـش عند تفشيها في سوريا. وما هو السبب؟ 

هل لأنهم مجرمون بطبيعتهم؟ بالتأكيد لا، فالإنسان يخلق طيبًا بطبيعته، لكن الحرب التي خاضت فيها سوريا 14 عامًا طحنت القيم وطحنت المبادئ وألغت العقل وألغت العلم، فقادت بعض الأفراد إلى هذا المنزلق الذي تغذيه نار الاقتتال والفتنة والتحريض. 

 

هل بيننا أحد لا يريد إيقاف هذه المذبحة المروعة؟ نعم بيننا!

بيننا هؤلاء الذين يحرضون على القتل والذبح والسبي والإثم والعدوان، هؤلاء هم الذين يغذون نار الفتنة ويزيدونها اشتعالًا.

 

ماذا نفعل؟

نستطيع أن نفعل الكثير، نستطيع أن نرفع الخطاب الوطني الجامع، نستطيع أن نرجع إلى قيم التسامح، نستطيع أن نقول نعم للسلام، ونستطيع أن نقول نحن أخوة، ودمنا يسيل على أيدي رعاة الفتنة والتحريض القابعين خلف الكواليس ليتفرجوا على المقتلة!

 

لطالما ناضلت ضد تيارات الإسلام السياسي وجماعاته، وسخرت عملي الإعلامي في سبيل مكافحة نشاطها التخريبي مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي ثبت أنها أكثر ما تستغل التغلغل في الشعوب والمجتمعات والدول من خلال النزعات الطائفية، قصد تخريبها.

 

اليوم مع تصاعد التحريض الطائفي في بلدي سوريا، تتهيأ البيئة المناسبة لهذه التيارات من أجل صحوة كبرى، ضمن بيئة تبدو لها خصبة للتغلغل وحشد أبناء المجتمع السوري، تحت راية قتال بني معروف أو غيرهم من المكونات. وعلينا أن لا نسمح بهذا!!

 

الصحيح أن نقطع الطريق على جميع المتصيدين، ممن يهدفون إلى تقسيم البلد عبر الطائفية، أو من يهدفون إلى تفتيت المجتمع وخرابه داخليًا، مثل تيارات الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، الذي إذا بحثنا سنجد أنه أس الصراع في كل معضلة بالشرق الأوسط. ومن هنا يجب أن نتعالى جميعًا على جراحاتنا حفاظًا علينا منا قبل أن نقول حفاظًا على أوطاننا منهم. اليوم علينا أن ننجو معًا لأننا لم نكن أعداء بعضنا يومًا، وكي لا نفنى معًا على أيدي الأعداء المختفين في الخلفية!.