الحلف والهيمنة العسكرية: الصفقة الغامضة التي تكشف سر ارتباط بن حبريش بالمنطقة الأولى
خاص: شبوة برس – مصعب عيديد
المنطقة العسكرية الأولى تمارس حلف بن حبريش لأنها وجدت فيه الأداة المناسبة لتمرير مشاريعها وأهدافها في حضرموت، فهو الغطاء القبلي الذي تحاول من خلاله أن تعطي شرعية لتحركاتها وبقائها في الوادي والصحراء. فحلف بن حبريش يقدم لها الواجهة المحلية التي يمكن عبرها الالتفاف على مطالب أبناء حضرموت بخروج هذه القوات وتسليم زمام الأمن للقوى الحضرمية الخالصة. ولذلك فإن العلاقة بين الطرفين لم تنشأ من فراغ، وإنما بنيت على مصالح مشتركة؛ حيث يسعى الحلف إلى تعزيز نفوذه القبلي والسياسي عبر الدعم العسكري، بينما تبحث المنطقة الأولى عن حماية غطائها القبلي لتمرير وجودها غير المقبول. فسر العلاقة بين حلف القبائل والمنطقة العسكرية الأولى يكمن في تبادل المصالح؛ فالمنطقة الأولى بحاجة إلى واجهة قبلية تحميها من غضب الشارع الحضرمي الذي يرفض استمرار هيمنتها، والحلف بحاجة إلى قوة عسكرية تسنده وتدافع عن مصالحه وتمنحه نفوذًا لا يستطيع الحصول عليه بوسائله التقليدية. فالحلف يقدم الغطاء والولاء، بينما تقدم المنطقة الأولى المال والسلاح والحماية. وهذه المعادلة خلقت شبكة ارتباط معقدة تجعل الطرفين يتحركان وكأنهما وجهان لعملة واحدة. فالحقيقة أن هذه العلاقة ليست بريئة ولا تخدم حضرموت، وإنما تخدم أجندات خارجية تريد إبقاء المحافظة رهينة للابتزاز السياسي والعسكري. فالحلف من خلال هذه العلاقة يفقد استقلاليته ويتحول إلى أداة بيد المنطقة الأولى التي تستغل اسمه وقبائله لإسكات الأصوات الرافضة في الداخل، بينما يسعى قادته إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة، وهذا ما يجعل الثقة الشعبية به تتآكل يومًا بعد يوم. كما أن سر العلاقة أيضًا يكمن في الخوف؛ فالحلف يدرك أنه ضعيف دون حماية عسكرية، والمنطقة الأولى تدرك أنها مرفوضة دون غطاء قبلي، لذلك يلتقيان عند نقطة المصالح المشتركة. كل طرف يحاول استخدام الآخر، لكن الخاسر الحقيقي هو حضرموت التي يتم الزج بها في معادلات لا تخدم أبناءها ولا تحافظ على أمنها واستقرارها. فالمشهد يكشف عن تحالف هش مبني على المصالح الآنية وليس على مشروع وطني حقيقي، وعندما تتغير المعادلات سيتخلى كل طرف عن الآخر؛ لأن الرابط الوحيد الذي يجمعهما هو المصلحة لا أكثر ولا أقل. وهذا الارتباط هو الذي يفسر إصرار الحلف على الدفاع عن وجود المنطقة الأولى ومحاولة تبرير بقائها، رغم أن حضرموت كلها تطالب برحيلها، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول صدق مواقف الحلف وولائه الحقيقي. فالقبائل الحقة التي تحمل هموم حضرموت لا يمكن أن تضع يدها في يد قوة غريبة تمارس القمع والسيطرة على أبنائها، بينما من يدعون تمثيل القبائل يمدون أيديهم لهذه القوة ويبررون وجودها في موقف يثير الريبة ويفضح سر العلاقة بين الطرفين.