الفساد في اليمن: عندما تتحول الدولة إلى غنيمة شخصية
(نموذج: حالة الدكتور يحيى الشعيبي أنموذجًا صارخًا)
*- شبوة برس – جلال الصلاحي
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من ويلات الحرب والجوع والمرض، وتذرف الدموع على كل طفل يموت بسبب سوء التغذية، وعلى كل جندي يقتل على الجبهات بلا راتب، وعلى كل معلم وطبيب وموظف يكدح لأشهر بل لسنوات دون أن يحصل على قوته اليومي... في هذا الوقت بالذات، ترفع "نخبة" الفساد في دوائر السلطة شعار: "ليس فقط نأكل الكعكة، بل نملك المخبز أيضًا".
إن الفساد لم يعد مجرد اختلاسات صغيرة أو محسوبيات، لقد تحول إلى "نظام حكم" قائم بذاته. نظام يشرعن السرقة، ويؤسس للانتهاك، ويجعل من المال العام مزرعة خاصة لفئة قليلة، بينما يدفع الشعب الثمن من دمه وعرضه وكرامته.
قضية تفضح النظام بأكمله: منصبين وراتبين!
لنأخذ حالة تبدو عادية في دوائرهم، لكنها في حقيقتها قَطَّارة تفضح نهر الفساد الجاري.
#هل_تعلم أن الدكتور يحيى الشعيبي، الأكاديمي الذي شغل منصب سفير اليمن في ألمانيا، استمر في تقاضي راتب السفير الكامل، وبدل السكن، والدخل الإضافي لمدة أربع سنوات كاملة بعد انتهاء مهمته الرسمية؟
بل والأكثر استفزازًا، أنه أثناء تقاضي هذا الراتب "الشبح"، كان يشغل منصبًا حكوميًا رفيعًا آخر هو مدير مكتب الرئيس رشاد العليمي في 2022.أنه كان يجمع بين منصبين وراتبين من خزينة دولة منهكة بالحرب!
تأملوا في السيناريو المهين:
* جندي على خط النار يدافع عن "الشرعية" لا يحصل على راتبه منذ أشهر.
* معلم ومعلمةتمسك بالسبورة في قرية نائية لتعليم أطفال لا يعرفون سوى صوت القنابل، بلا راتب.
* طبيب يحاول إنقاذ الأرواح في مستشفى بلا كهرباء أو أدوية، بلا أجر.
بينما أحد كبار موظفي "هذه الشرعية" نفسه، يقبض مرتبين ضخمين من نفس الخزينة الفارغة، أحدهما مقابل عمل لم يعد يؤديه! أليس هذا هو عين الفساد والاستحواذ على الأموال؟
الرسالة الخفية: الفساد هو "الولاء الحقيقي"
هذه الحالة لا تعكس مجرد فساد مالي فردي، بل تكشف عن ثقافة مؤسسية راسخة. فبقاء الشعيبي في منصبه المركزي بعد تغيير الرئيس هادي، وعلاقته الوثيقة بسياسيين مؤثرين مثل أوسان العود (كما أشارت صفحة جلال الصلاحي)، يرسل رسالة واضحة:
الولاء في هذه النظام لا يُقاس بالكفاءة أو النزاهة، بل بالقدرة على الاندماج في شبكات المصالح والفساد والبقاء ضمن الدائرة.
إنه نظام المحسوبية والزبائنية، حيث تُمنح الامتيازات (مثل الراتبين) كمكافأة على الولاء السياسي، وليس مقابل العمل والإنتاج.