أكبر غلطة ارتكبتها القيادة الجنوبية السابقة هو حشرنا في الوحلة المشؤومة التي ساقونا بها إلى حظيرة اليمننة ،والطامة الكبرى أنهم في غمضة عين تنازلوا عن علم الدولة وشعارها وعملتها الوطنية ،واستبدلوا علمنا الوطني بعلم لا ناقة لنا فيه ولا جمل وشعار دولتنا بشعار لا يمثل إرادة شعب الجنوب ،لا من قريب ولا من بعيد ،وفرطوا في عملتنا الوطنية التي كانت تضاهي الدولار الأمريكي ،واستبدلوها بعملة ورقية مهترئة لا قيمة لها ،رغم ذلك لم يصيبنا اليأس بكل كانت لدينا عزيمة وإيمان قوي أنه سيأتي اليوم الذي يثور فيه شعبنا الجنوبي العظيم على المحتل اليمني على طريق استعادة الدولة الجنوبية .
وفعلا في ٢٠٠٧/٧/٧م بدأت شرارة ثورة الجنوب ضد المحتل اليمني وهو نفس اليوم الذي احتل فيه الجنوب في عام ١٩٩٤م بقوة السلاح وتمكن المحتل من تدمير كل شيء ،ليتفاجأ بالمارد الجنوبي ينفجر من كل مناطق الجنوب في وجه نظام صنعاء الذي كان غارق في نهب ثروات البلاد دون حسيب ولا رقيب التي أربكت حساباته ،رغم أنه استخدمت القوة المفرطة ضد الثورة السلمية التي واجهها شعبنا بالصمود الأسطوري الذي وزلزل عروش الإحتلال ولخبط أوراقه التي وضعها لإطالة امده يعتقد أن القوة التي يمتلكها والعدد البشري ستطول لبقاؤه قرون من الزمن ،ولو كان سأل البريطانيين قبل الإحتلال لحكوا له القصة كاملة وكيف تم تأديبهم إبان ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة ،أعتقد أنه ما عاد بايجرأ لإحتلال الجنوب لأنه سيعرف من هو المارد الجنوبي .
حيث استطاع شعب الجنوب استعادة رأية الجنوب ( العلم الجنوبي) مع بداية انطلاق ثورة الحراك الجنوبي التي واجهها الإحتلال اليمني بإستخدام القوة المفرطة واستشهد الكثير من الشهداء وهم يحملون العلم الجنوبي والذي أغاظ حفيظة المحتل ،وما زلنا نتذكر الشهيد وضاح الحالمي الذي استشهد في وهو متوشح بعلم الجنوب وكذلك الشهيدين عفيف الوحيري وبازنبور ورامي البر وغيرهم الكثير من شهداء الجنوب لا يتسع المجال لذكرهم رحمة الله عليهم ،في محاولة من نظام صنعاء لإخماد الثورة وإنزال العلم الجنوبي، لكنه لم يستطع رغم أنه يملك المجنزرات وراجمات الصواريخ والكلاشنكوف إمام صمود واستبسال شعب الجنوب الأبي الذي قرر استعادة دولته الجنوبية مهما كانت التضحيات ،وعندما حاولت جحافل الجيوش الحوثيعفاشية غزو الجنوب في عام ٢٠١٥م واجههم شعب الجنوب بأبسط الأسلحة وكانت العلم الجنوبي هي الرأية التي حملها ثوار المقاومة الجنوبية في مختلف مناطق الجنوب لتكون نواة لبناء الجيش الجنوبي من جديد ورسالة للعالم أن الجنوب يريد استعادة دولته .
اليوم علم دولتنا يرفرف في عموم الجنوب ولم يأتي ذلك إلى بعد تضحيات عظيمة قدمها شعب الجنوب ،وسيتم أستعادة الشعار والعملة وكل الثوابت الوطنية الجنوبية عما قريب والمجلس الانتقالي الجنوبي حقق مكاسب كبيرة وعظيمة ولم يبقى الا القليل وان غداً لناظره لقريب، الكل يعلم أن القوى اليمنية تعمل على زرع كثير من المؤامرات من أجل إفشال الانتقالي من الوصول إلى هدفه الذي رسمه ،الا أن كل هذه الأمور سيتجاوزها شعبنا العظيم مثل ماتحاوز كل العراقيل التي وضعت من قبل هنا او هناك وان شاء الله نحن منتصرين صحيح هناك معاناة كبيرة يعاني منها شعبنا وباذن الله ماهي الا سحابة صيف سنتجاوزها بعزيمة منقطعة النظير.
الحمد لله أن علم دولتنا يرفرف في المدن والأرياف المعسكرات والمؤسسات وفي كل مكان بعد أن تم تنزيله تحت حجة الوحدة المقبورة التي لا تعنينا كجنوبيين من قريب ولا من بعيد ،وكل ما يهمنا هو استعادة دولتنا الجنوبية بعيدا عن عباءة اليمننة لنبنيها من جديد بعد أن دمرها المحتل اليمني ،لتعود إلى مجدها ومصاف الدولة المتقدمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،وأنا سعدت كثيراً عندما شاهدت شباب وادي حضرموت وهم يقومون برفع علم الجنوب في الشوارع والمؤسسات والبيوت والشوارع والحدائق بمناسبة الذكرى الثانية الستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ،رغم وجود العسكرية الأولى وهذه ثمرة من ثمار ثورة الجنوب المباركة فتحية لثوار الوادي الصامدين ،و الضالع الصمود هي الأخرى تتزين بأعلام الجنوب التي ترفرف بكل عنفوان في كل مكان ،رغم أنهم على خط التماس مع العربية اليمنية ،فتحية لهم مني على صمودهم الأسطوري وستكون رسالة الضالع مزلزلة ستصيب الأعداء بالرعاش المزمن ،رفرف فوق السحاب فوق رفرف ياعلم ..!