بن حبريش وصناعة الفوضى في حضرموت الساحل ينهار والحلم بالاستقلال الذاتي يتحوّل إلى ورقة ابتزاز
*- شبوة برس – مصعب عيديد : خاص
تحركات بن حبريش في ساحل حضرموت لم تعد تخفى على أحد فالرجل الذي يرفع شعار الدفاع عن حضرموت يتحرك اليوم بمنطق المقايضة لا بمنطق المسؤولية الوطنية إذ تشير الأوساط السياسية إلى أن تحركاته المتسارعة تحمل في طياتها رغبة جامحة في اقتناص موقع سياسي رفيع سواء في منصب المحافظ أو بعضوية مجلس القيادة الرئاسي وما يلفت الأنظار أن هذا الحراك لا يحمل في جوهره مشروعاً وطنياً بقدر ما يحمل رائحة الطموح الشخصي والسعي لتوسيع النفوذ القبلي عبر إثارة الفوضى وتحريك أدوات الضغط في الشارع مستغلاً اسم حضرموت وشعور الناس بالغبن
منذ أشهر والرجل يوجه رسائل للسلطة المركزية يطالب فيها بتعيينه محافظاً وعندما لم يجد أذناً صاغية لجأ إلى التصعيد الميداني الذي انعكس سلباً على الاستقرار وأضر بصورة حضرموت وأبنائها فالمشهد بات يعج بالنقاط غير القانونية وبالخطابات التحريضية التي تصوّر أبناء الساحل وكأنهم سبب الأزمات متناسياً أن أصل الخلل يكمن في الوادي حيث تتمركز قوات الإخوان والمنطقة العسكرية الأولى التي لم يجرؤ يوماً على ذكرها أو حتى انتقاد وجودها
يرى المراقبون أن الخطاب الذي يروّجه بن حبريش حول الحكم الذاتي لحضرموت ليس سوى غطاء يختبئ تحته مشروع انتقامي يهدف لمعاقبة الساحل وعرقلة مؤسساته وخلق انقسام داخلي يضعف الموقف الحضرمي الموحد فكيف يمكن لحكم ذاتي أن يولد من رحم الفوضى وكيف يمكن لمن يطالب بحقوق حضرموت أن يسهم في تعطيل حياة أهلها ورفع أسعار الوقود والنقل والسلع عبر نقاط الجباية التي تدار تحت عباءته
التقارير المحلية تؤكد أن الطريق إلى حكم حضرمي حقيقي يبدأ من تحرير الوادي من النفوذ الخارجي ومن إنهاء وجود القوى العسكرية التابعة للإخوان والحوثيين لا من إشعال الفتن في الساحل الذي يديره أبناء حضرموت بكفاءة ومسؤولية إلا أن بن حبريش يغمض عينيه عن هذه الحقائق ويتجه نحو افتعال الأزمات ليصنع لنفسه دور البطل المزيف في مشهد هو من صنع فوضاه
ويجمع المتابعون أن ما يجري في حضرموت اليوم ليس سوى عملية تسييس للوجع الحضرمي وتحويله إلى تجارة مربحة وممرات تهريب تموّل مشاريع ضيقة تُدار خارج رقابة الدولة وتحت شعارات حضرمية مفرغة من مضمونها فالقضية التي وُلدت من رحم المعاناة تُسرق اليوم بأيدي من يدّعون تمثيلها وما فعله بن حبريش لا يتجاوز محاولة يائسة لإحياء نفوذ قبلي فقد شرعيته وصدقيته أمام الشارع الحضرمي الذي بات يدرك أن حضرموت لن تُبنى على أكتاف المساومات بل على وعي أبنائها الأحرار الذين يرفضون أن تكون قضيتهم سلعة في بازار السياسة