السقوط الكبير.. حين تتحول الشرعية إلى عصابة تموّل الفساد وتجوع الشعب
*- شبوة برس - خاص
لم يعد الفساد في منظومة الشرعية اليمنية مجرد انحراف إداري أو تجاوز قانوني، بل انحدر إلى درك غير مسبوق من السقوط الأخلاقي والوطني. فبينما يعيش الملايين من أبناء الشعب تحت وطأة الحرب والجوع والمرض منذ أحد عشر عاما، تواصل دوائر الشرعية توزيع المال العام كغنيمة بين المتنفذين.
محرر "شبوة برس" أطلع على الفضيحة التي كشفها الصحفي صالح الحنشي حول قيام شركة الخطوط الجوية اليمنية بدفع مبلغ ثلاثمائة ألف دولار شهريا لوزير الإعلام معمر الإرياني(3600000) ثلاثة مليون وستمائة ألف دولار سنويا، تمثل نموذجا فاضحا لهذا الانحدار. الشركة بررت هذا العبث بأنه “حرص على الالتزامات” حفاظا على سمعتها، لكنها في المقابل ترفض تسديد ما عليها من أرباح للدولة كإيراد عام، في مفارقة تفضح زيف الشعارات وتعرّي السلوك الرسمي.
بهذا المنطق المنحرف، صارت السلطة التي تدّعي الشرعية شريكة في تجويع الناس، تمارس النهب المنتظم تحت غطاء “الشرعية”، فيما يستمر المواطن في الجنوب والشمال على حد سواء في دفع ثمن هذا السقوط السياسي والأخلاقي المدوي.