"الجنوب العربي فلسفة هوية لا اختراع استعماري"
شبوة برس – خاص
قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي "الحضرمي" الأستاذ "هاني مسهور"، تناول فيه العمق التاريخي والإنساني لحضرموت ودورها في تشكيل الهوية الجامعة للجنوب العربي، مؤكدًا أن الجنوب ليس نتاجًا لمشروع سياسي عابر، بل هو امتداد طبيعي لتاريخٍ طويل من التفاعل الحضاري والإنساني.
وقال "مسهور" في تغريدة على منصة إكس رصدها محرر "شبوة برس" إن حضرموت ليست جغرافيا على هامش الخريطة، بل مدى ممتد من صحراء الأحقاف حتى سواحل البحر العربي، جغرافيا تتنفس التاريخ وتتشعب كالأودية في الوعي العربي. ومن رمالها خرجت قوافل الدعوة والتجارة والهجرة، تحمل الجنوب في صوتها ولُبانه وتوابله، لتكتب حضورًا لا تحدّه حدود، بل يفيض على الأمم والشعوب والحضارات.
وأوضح أن الجنوب العربي ليس اختراعًا استعماريًا كما يروج البعض، بل هو مفهوم وُلد من جدل الجغرافيا والهوية، وفلسفة سياسية نابعة من تفاعل الهويات بين عدن بوابة البحر، وحضرموت وادي الروح، مشيرًا إلى أن العلاقة مع الخليج العربي ليست تحالفًا طارئًا، بل امتدادًا تاريخيًا وجغرافيًا وطبيعيًا منذ أن كانت المراكب تبحر من المكلا والشحر نحو الخليج.
وأضاف مسهور أن من الخطأ تصغير حضرموت أو التقليل من عدن، فكلتاهما تمثلان جناحي الجنوب العربي؛ الأولى جغرافيا الحكمة والامتداد، والثانية ذاكرة البحر والعبور، ومن التقاء هاتين الروحين يتشكل المعنى الكامل للعروبة المنفتحة التي لا تنكفئ على ذاتها، بل تتسع كمدى الجنوب نفسه أفقًا وهويةً ورؤيةً للعالم.
وختم الأستاذ هاني مسهور منشوره بدعوة أبناء الجنوب إلى إعادة قراءة ذواتهم وتاريخهم ليعرفوا أنهم من نسل الدعاة والتجار، لا من نسل المرتدين والفجار، في إشارة رمزية إلى عمق الجذور الحضارية والأخلاقية للشعب الجنوبي عبر التاريخ.