شبوة برس – خاص
رصد محرر شبوة برس حالة الجدل التي أثارها إغلاق قناة بلقيس، وما كشفه الحدث من جوانب سلبية في منهج السيدة توكل كرمان التي لطالما أحاطت مشروعها الإعلامي بضبابية سياسية وتوظيف شخصي يتجاوز مصلحة العاملين والجمهور.
يشير مقربون من القناة إلى أن بلقيس دفعت ثمن الارتباك السياسي لتوكل كرمان، لا سيما مع تبدل تحالفاتها وخطابها الصدامي الذي وضع القناة في مواجهة مستمرة مع العواصم الإقليمية، ما جعلها عرضة للضغوط وأفقدها الغطاء الذي يفترض أن يحمي وسيلة إعلامية تبث من المنفى.
ويقول مراقبون إن توكل، التي قدّمت نفسها كصوت يعارض الاستبداد، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى فاعل مثير للانقسام، تستخدم القناة منصة لاصطفافاتها الشخصية أكثر من كونها وسيلة مهنية مستقلة، وهو ما جعل العاملين في القناة يدفعون ثمن خيارات لا علاقة لهم بها.
مصادر إعلامية أكدت لمحرر شبوة برس أن توقف القناة المفاجئ عكس خللًا طويل الأمد في الإدارة المالية والتنظيمية، إلى جانب غياب الشفافية داخل المؤسسة، ما أدى إلى انهيار مفاجئ ترك مئات العاملين دون حماية وظيفية أو ضمانات.
ويعتبر الكاتب اليمني مصطفى ناجي أن الإغلاق يعكس هشاشة العمل الإعلامي في المهجر، لكنه يلمّح بوضوح إلى دور موقع توكل كرمان ودخولها معارك إقليمية ودولية أثرت مباشرة في مصير القناة، وأحرجت العاملين فيها، وأفقدت بلقيس القدرة على المناورة أو الاستمرار.
وبينما يتضامن كثيرون إنسانيًا مع الموظفين الذين فقدوا مصدر رزقهم، يرى آخرون أن ما حدث كان نتيجة طبيعية لعدم الفصل بين شخصية المالك وخطاب القناة، ولتحويل المنبر الإعلامي إلى امتداد لحسابات سياسية فردية، وهو درس يفرض على بقية القنوات اليمنية في المهجر ضرورة إعادة تقييم علاقتها بمالكيها، حمايةً لاستقلاليتها واستمراريتها.