بقلم: لطفي الداحمة
الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة الجنوبية ليست مجرد مكاسب عسكرية، بل تتويج لمسار طويل من الصمود والإيمان بعدالة قضيتنا. فقد استعادت هذه القوات مساحات واسعة من أرض الجنوب، وأعادت معها الأمل في استعادة الدولة التي ناضل شعبنا لأجلها بتضحيات جسام. ونحن اليوم نعيش لحظة فاصلة في مسار التحرر، لحظة تتطلب وعياً ومشاركة فاعلة، إذ إن الخطوات المقبلة تأتي امتداداً لتلك التضحيات العظيمة.
لقد قدمت الجبهات دماءها في خطوط النار، فيما شكّل صوت الشارع سنداً ضرورياً. فميادين الاعتصام امتداد طبيعي لمواقع القتال ونقطة انطلاق لتثبيت الحق، ومن خلالها نظهر للعالم أن شعبنا لا يتراجع ولا يسمح لأحد بأن يصادر مستقبله. من هذه الساحات انطلقت شرارات النضال الجنوبي، وعبرها نواصل المسار حتى نهايته.
الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدفه التاريخي، والوقوف مع قواتنا الباسلة واجب يفرضه الوفاء للشهداء والجرحى الذين مهّدوا الطريق. وما تحققه قواتنا المسلحة الجنوبية من انتصارات يحتاج إلى ظهير شعبي يوازيه قوة وإصراراً، فبناء الدولة لا يتحقق بالسلاح وحده، بل بإرادة الجماهير التي تثبت في كل موقف أنها الحامي الأول للجنوب.
لنعزز هذه الانتصارات بحضورنا في الساحات، وبمواقفنا الثابتة، وبإيماننا بأن الجنوب لن يقوم إلا بأهله، وأن صوت الشعب سلاح لا يصدأ. ولتستمر مسيرة الحرية حتى يتحقق حلمنا بدولة جنوبية قوية وحرة وعادلة.
#دوله_الجنوب_العربي