شبوة برس – رصد ومتابعة
رصد محرر شبوة برس تغريدة للشيخ هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وأحد قادة المقاومة الجنوبية في مواجهة الحوثي بعدن عام 2015، تناول فيها ما وصفه بالمفارقة العجيبة في مواقف تنظيم الإخوان من القضية الجنوبية، معتبرًا أن هذه المواقف لم تكن يومًا نابعة من قناعة وطنية، بل محكومة بحسابات المصلحة والهيمنة.
وأوضح بن بريك أن تنظيم الإخوان، بوصفه تنظيمًا دوليًا عابرًا للحدود، اعتاد اتخاذ أحد ثلاثة مواقف من القضايا الكبرى، إما العداء الصريح، أو الموالاة التكتيكية، أو التوقف المؤقت انتظارًا لاتجاه موازين القوى، لافتًا إلى أن الموقف العدائي غالبًا ما يصدر عن القيادة الدولية ويُفرض على الفروع المحلية، بينما تُستخدم الموالاة أو التوقف كمساحة مناورة محلية.
وفي سياق استعراضه لتاريخ القضية الجنوبية، أشار بن بريك إلى أن التنظيم، خلال بدايات الصراع في مطلع التسعينيات، خرج عن نمطه المعتاد واتخذ موقفًا واحدًا متشددًا ضد عودة الجنوب، وسخّر خطابًا دينيًا متطرفًا لتبرير الحرب، وصولًا إلى المشاركة الفاعلة في حرب 1994، معتبرًا أن هذا الموقف جاء نتيجة طموح التنظيم لوراثة النفوذ السياسي والاقتصادي بدلًا عن الحزب الاشتراكي، بالشراكة مع نظام صنعاء آنذاك.
ويؤكد محرر شبوة برس أن هذا الطرح ينسجم مع كل الرؤية الجنوبية الشعبية والنخبوية الواسعة ترى في حرب 1994 نقطة تحول مفصلية، جرى فيها توظيف الدين سياسيًا لإقصاء الجنوب وإعادة إخضاعه بالقوة، وهو ما ما زال حاضرًا في الذاكرة الجمعية الجنوبية حتى اليوم وأصبحت قناعاته أن الإخوان هم عدوا مبين لا يمكن مهادنته أوقبوله.
وأضاف بن بريك أن الخلافات اللاحقة بين التنظيم والرئيس السابق علي عبدالله صالح دفعت الإخوان إلى تغيير تحالفاتهم، فانتقلوا إلى تحالفات جديدة ضمن ما عُرف باللقاء المشترك، في خطوة عكسية تعكس مرونة أيديولوجية حين تقتضي المصلحة ذلك. ومع بروز الحراك الجنوبي، عاد التنظيم إلى سياسة المواقف المتعددة، فظهر خطاب موالٍ عبر مكونات دينية وصفها بن بريك بأنها اختراق منظم استغل فراغ المرجعية الدينية داخل الحراك.
وأشار إلى أن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي مثّل لحظة كاشفة، حيث عاد التنظيم إلى موقف العداء الصريح دون مواربة، بالتوازي مع ارتفاع الوعي الجنوبي بحقيقته وأهدافه، وهو ما يفسر، بحسب بن بريك، غياب أي خطاب موالٍ أو متردد في هذه المرحلة.
وفي ختام طرحه، شدد بن بريك على أن تنظيم الإخوان لا يؤمن بالشراكة الوطنية، وأن موقفه من الجنوب مرتبط فقط بإمكانية النفوذ، معتبرًا أن مشروع الاستقلال الجنوبي يتناقض جوهريًا مع مشروع التنظيم العابر للوطن.