دخل الخلاف بين قادة الفرع اليمني لتنظيم "الإخوان المسلمين" والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي منعطفاً حرجاً، بعد الخسائر الفادحة التي مني بها الظهير القبلي المسلح للتنظيم والجماعات السلفية في محافظات صنعاء والجوف وعمران، فيما قاد المئات من شبان "حركة 6 أبريل" والتيارات الإسلامية والسلفية أمس تظاهرات احتجاج أمام منزل الرئيس في خطوة اعتبرها سياسيون يمنيون تصعيدية من "الإخوان" لتأليب الشارع اليمني عليه وإرغامه على الاستجابة لمطالب "الإخوان" بزج الجيش في حرب مع الحوثيين.
وتصدرت تظاهرات الخميس الناشطة اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان التي أكدت العزم على" استكمال الثورة الشبابية الشعبية السلمية من أجل تحقيق الهدف الثاني وهو إسقاط المحسوبية والفساد... وسنرفع الآن شعاراً مشابهاً في مرحلتنا الثانية". وقالت إن مطالب المتظاهرين واضحة في إلغاء عقود واتفاق بيع الغاز اليمني المسيل مع شركة "توتال" الفرنسية، ومحاكمة المتورطين في الرشى والعمولات وأي جرائم فساد أخرى واسترداد الأموال المتحصلة من بيع الغاز خلال الفترة السابقة إلى الخزينة العامة.
منصات الصواريخ
وتصاعد الخلاف بين هادي وقادة "الإخوان"، بعد كشف صنعاء عن منصات الصواريخ التي نُصبت في مناطق ريفية حول العاصمة، ورصدتها الاستخبارات الأميركية التي نصحت الرئيس هادي بمغادرة اليمن موقتاً إلى الكويت اثر سقوط ثلاثة صواريخ في احياء العاصمة، فضلاً عن تصاعد الخلاف مع "الإخوان" على مقررات الحوار الوطني وفي مقدمها التعديل الوزاري الهادف إلى ضمان تمثيل عادل يشارك فيه الحراك الجنوبي وجماعة "أنصار الله" وسائر القوى التي ضمها مؤتمر الحوار.
وتزامن ذلك مع بدء فريق محققين من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الاميركية واليمن البحث عن مصدر منصات الصواريخ التي نصبت في مناطق ريفية بمحيط العاصمة.
كانت هذه القضية محور محادثات جمعت وفداً أميركياً ضم ممثلين لوزارة الخارجية الاميركية ومكتب التعاون اليمني - الأميركي واللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري والامني للرئيس اليمني، كما كانت محور محادثات بين وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي ووفد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي في صنعاء.
وافادت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" أن المحادثات بين الوفد الأميركي واللواء الأحمر تناولت مستجدات العملية السياسية، بينما قالت دوائر سياسية لـ"النهار" إن اللواء الاحمر أبلغ الوفد الأميركي احتجاجه على السياسة التي اتبعها الرئيس هادي في التعامل مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثية) وخصوصاً بعد رفضه شن عمليات عسكرية لوقف الزحف الحوثي الذي قال إنه يستعد للتوجه إلى صنعاء.
تأييد خليجي ودولي
وفي موازاة مواقف "الإخوان"، حظي الرئيس هادي بدعم أميركي وأوروبي وخليجي عبرت عنه وزارة الخارجية الأميركية والمفوضية الأوروبية وكذلك الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والتي أعلنت تأييدها لجهوده في استكمال خطة التسوية وتنفيذ مقررات الحوار الوطني، فيما أكدت الرئاسة اليمنية أن هادي تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف أكد له فيه أن أمن اليمن جزء من أمن المملكة والخليج.