القاضية حميدة زكريا تغمدها الله بواسع رحمته
> بمناسبة اليوم العالمي للمرآة في 8 مارس علينا التذكير بما حدث للمرآة الجنوبية التي هي اكثر الاطراف التي تضررت من قيام دولة الوحدة بعكس شقيقتها اليمنية التي تحقق لها مكاسب كثيرة و مثلت الوحدة بالنسبة لها نقطة تحول تاريخية
> فقد كتبت حول هذا الموضوع عدة مقالات منها مقال في حلقتين تحت عنوان الديمقراطية <المشدرة / المحجبة > نشرت في صحيفة الايام بتاريخي 20-21 مارس 2002 اشرت كيف ان ج.ع،ي برغم اصدارها 5 دساتير و9 اعلانات دستورية و3 قرارات دستورية و4 قوانين انتخابية تجاهلت جميعها الحقوق السياسية للمرآة اليمنية في الانتخاب والترشيح ومجلس الشوري الذي جمع في السنوات الاخيرة قبل الوحدة بين الانتخاب بنسبة 80 في المائة والتعيين 20 في المائة ومع ذلك لم تحظ بالعضوية حتى في اطار التعيين لاخر مجلس شورى تم تشكيله في عام 1987 ؟؟
> ومن جانبها عرفت ج .ي،د،ش منذ استقلالها حتى الوحدة دستورين اثنين فقط و3 قوانين انتخابية وكلها اجمعت على المساواة السياسية بين الرجل والمرآة ففي دستور 1978 على سبيل المثال اكدت المادة 35 منه ان المواطنون جميعهم متساوون في حقوقهم وواجباتهم بصرف النظر عن جنسهم اواصلهم او دينهم ....وتقوم الدولة بكل ما يمكنها لتحقيق هذه المساواة عن طريق ايجاد فرص سياسية واقتصادية واجتماعية......
> واكدت المادة36 بان الدولة تضمن حقوقا متساوية للرجال والنساء في جميع مجالات الحياة السياسية و.....وتوفر الشروط اللازمة لتحقيق تلك المساواة وتعمل الدولة كذلك على خلق الظروف التي تمكن المراة من الجمع والمشاركة في العمل الانتاجي والاجتماعي ودورها في نطاق الحياة العائلية ...وتعطي رعاية خاصة للتاهيل المهني ....الخ ذلك
> =وبالرغم ان نساء يمثلن نصف المجتمع نحو 50 في المائة من اجمالي عددالسكان الا ان تمثيلهم السياسي في مجلس النواب اقل من 1 في المائة وفي مجلس الشورى لدولة الوحدة نحو 1،9 في المائة من اصل 111 عضوا وفي كلا المجلسين تثبتت تمثيل النساء بنائبتين من الحزب الاشتراكي في مجلس النواب لعام 1993ثم في مجلس النواب لعام 1997 عن المؤتمر الشعبي العام بسبب مقاطعة الاشتراكي للانتخابات وفي مجلس النواب لعام 2003 كاد المجلس يكون باكمله ذكوري وتداركوا الامر ورشحت امرآة في اللحظة الاخيرة من الانتخابات وجميع الفائزات في الانتخابات هم من الجنوب وتحديدا من عدن واستمر الحال حتي يومنا هذا
> =ومن المفارقات الصادمة ان دول مجلس التعاون الخليجي التي كانت فيها المرآة غائبة حظيت المراة في الشارقة في المجلس الاستشاري بعدد5 سيدات من اصل40 عضوا وفي البحرين 4 سيدات من اصل 40 عضوا وفي سلطنة عمان 2 سيدات من اصل 82 عضوا ،،،،الخ
> واود الاشارة هنا ان رئيسة بعثت الاتحاد الاوروبي في اليمن كتبت مقالا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ذكرت بان<المراة اليمنية بفضل مؤتمر الحوار الوطني هو احد اكثر النجاحات التي تحققت الان للمرآة في اليمن ....بالاقرار بتساوي كافة المواطنين والاعتراف بالحاجة الي حماية حقوق المرآة من تحديد السن الأدنى للزواج عند سن 18 وضمان حصة كوتا بنسبة 30 بالمائة
> ما تجهله مندوبة الاتحاد الاوروبي ان المراة في الجنوب تمتعت بحقوق اعلى من تلك التي اشارت اليها ليس مقارنة فقط بدول الخليج والجزيرة العربية بل انها في بعض الحقوق التي اكتسبتها تجاوزت ما حصلت عليه المرآة العربية في مصر
> 1-حق الخلع وحظر الزواج للرجل باكثر من زوجة واحدة
> 2- تحديد سن الزواج للشاب عند سن 18 والفتاة اعتقد بين 15-16 سنة
> 3-عملت المراة في الجنوب كقاضية قبل مصر وعدد من الدول العربية الاخرى
>
> الخلاصة
> -----
> تلك بعض الحقوق التي حصلت عليها المراة في الجنوب قبل الوحدة وأجهضت مع الوحدة وهو امر مؤسف وحزين والمرآة اليمنية بعكس الجنوبية استفادت من تحول اوضاعها من التهميش الى الاعتراف بوجودها كانسانة لها كامل حقوق المواطنة في المساواة مع الرجل وفي الجنوب لم تجهض حقوق المرآة فحسب بل حقوق الرجال ايضا في الجنوب بخلق تمييزا اقتصاديا وسياسيا بين المواطنين علي مستوى المناطق في الشمال والجنوب فقد أدى التقسيم الجغرافي في تمايز المعاملة والحقوق بين المواطنين في الجنوب والشمال
> تحية للمراة الجنوبية التي ثارت مع اخيها من اجل استعادة دولة الجنوب الحرة والمستقلة تمتع فيها المراة بكامل حقوقها وبشكل افضل بمراحل عما حصلت عليه في فترة ما قبل الوحدة .