الشمس أقرب لخزينة الدولة من أموال آل الأحمر

2014-03-16 19:51
الشمس أقرب لخزينة الدولة من أموال آل الأحمر
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

سياسيو اليمن لا يشبهون مواطني "جمهورية أفلاطون"، بل "أمراء حرب" جمهورية الصومال، لكلٍ منهم دولة لها عتادها ومقاتلوها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.. وقطيع أو قطاع من الشعب المتشرذم بين ولاءات وقضايا ومعارك مراكز القوى هذه الكائنة على حساب الدولة والقانون.

 

هم القانون، وهم الدولة، وفي حال وُجّه القانون ووقفت الدولة ضد أحدهم، يمكن مسبقاً توقّع أنه لن يمتثل للعقوبة طوعاً كـ"نيلسون مانديلا"، بل سيتمرد كـ "محمد فرح عيديد"، ويجر الجميع وراءه إلى المحرقة.

 

هكذا يمكن للفصل السابع إحراق اليمن في سبعة أيام، بدون معلم. فقط وفقط بفرض العقوبات، بغض النظر عن كونها عادلة، أو كونهم مستحقين أو غير مستحقين لها..

 

ردود الأفعال المتوقعة للرئيس السابق، قد لا تختلف كثيرا عن ردود أفعال "أخيه غير الشقيق" سابقاً، الجنرال علي محسن، إذا شعر بأن نفوذه وأملاكه وكينونته باتت على المحك.

 

كلاهما لن تنتابه أريحية "سقراط" وهو يشرب السم تنفيذاً للقانون، بقدر ما سيعتريه غضب "شمشون الجبار".. عندما وقع في الفخ، فدمر المعبد عليه وعلى أعدائه.!

 

الشمس أقرب لخزينة الدولة من أموال آل الأحمر، إذا أحسّوا لوهلة أنها، كأموال منهوبة، مستهدفة بالتأميم، في الواقع لم يعد لهم من سلطة فعلية مهمة غيرها، ولن يترددوا للحظة في صرفها على "الخمير الحمر" بدلا من ردّها إلى الحمير الخمر.

 

بخلاف "فرسان الهيكل"، التنظيم المسيحي القديم إزاء قرار حكيم قضى بحلّه، لن تقبل التنظيمات الإسلامية المتناحرة، بنبل الفرسان تسليم أسلحتها وحل مليشياتها..حتى على أنقاض البلاد وجثث العباد..!

 

الحروب التي شنها النظام على الحوثيين، والمظالم التي حدثت في الجنوب، هي التي صنعت القضية الجنوبية وجعلت من أنصار الله هذا المارد الكبير، بما يعني أن تضييق الخناق أكثر على الحراك سيجعل القضية الجنوبية أكثر توهجاً واستقطاباً، وفرض حصار أممي على الحوثيين سيجعلهم أكثر صلابة واتساعا..!

 

كل من سيُستهدف بالقرار سيتمرد، وربما يصبح بطلاً، كلفوت نفسه في مواجهة مجلس الأمن سيصبح "روبن هود"!. وصولا بالجميع إلى الحالة الأفغانية أو الصومالية أو العراقية .. أو ما يشبه جمهورية "أبي رقراق".(تأسست في "الرباط، سلا" غرب المغرب، خلال القرن (17م) وكانت قاعدة للقراصنة وقطاع الطرق.. ).

 

* د. صادق القاضي - اليمن اليوم