الحريصون على ثورة الجنوب التحرريه السلميه ، والمؤمنين بهدف الاستقلال على طول وعرض الساحات الجنوبيه ينطلقون من مواقفهم الثابته تجاه الشعب وقياداته التي تحمل نفس الهدف ، و ليس كما ينظر اليها البعض من الزاوية التي تناسبه .
للاسف يا احرار الجنوب ،نسمع اصواتآ تنبش في صراعات الماضي وتحالفاته القديمه والتذكير بها ،لغرض الحصول على مكاسب شخصيه ، لا تنسجم مع مبادى الثوره وتطلعات الشعب .
وعندما نتكلم عن الثوره السلمية الجنوبية يجب ان لا ننسى المدماك وحجر الزاوية التي على اساسها شيد الصرح الجنوبي الوثيق ، الا وهو مبدأ التسامح والتصالح ،ويكفينا فخرآ ان شعبنا الجنوبي استطاع النهوض من تحت الركام وقدم تضحيات جسيمه وصولآ الى هذه اللحظه التاريخيه المهمه .
الحقيقة ان الايام الاولى من عمر الثورة ،كانت بمثابة المخاض للولادة العسيره التي انجبت المولود الجنوبي على يد الابطال والثوار ، ومع مرور الايام كبر المولود وكبرت معه الامال والطموح وكان الكل حريص على رعايته والاهتمام به ، لان الجميع يحملون نفس صفات الابويه تجاه الوليد .
حينها استبشر الناس خيرآ بمستقبل الورع الذي وحد كلمتهم وزاد من اصرارهم للوصول والالتفاف حواليه من مختلف قرى ومدن الجنوب ، يسيرون معه كالظل الذي لايفارق صاحبه .
وهنا لابد ان اشير الى الارتباط الوثيق بين مبدأ التصالح والتسامح وميلاد الحراك السلمي الجنوبي ، وهذه العلاقه الحميمه لاتنفصم ولا تتجزأ باي حال من الاحوال .
ومن باب الانصاف يجب على الجميع احترام وتقدير الطلائع الاولى الذين تحملوا وذاقوا اصناف من العذاب والكد والتعب ويحق لهم ان يكونوا بمثابةالاب الذي لايحرم من رعاية ابنه ،ايضآ على الابن طاعة ابيه .
الشي الاكثر اهمية الا وهو تسارع الخطوات اللاحقة واتساع رقعة الثورة السلميه في عموم الجنوب ، بحكم نضوج الظروف الموضوعيه والذاتيةالمساعده على اشتعال الثوره .
مع ذلك التصعيد حصل نوع من التراخي القيادي لعدم وجود شخصيات قيادية مؤهله فكريآ وعمليآ تواكب الشارع الجنوبي الملتهب ، في ضل عزوف المثقفين والاكاديميين والاعلاميين عن الانخراط المبكر الى صفوف الثوره ، خشية على وضائفهم العامه ،
هذا من احد الاسباب التي ادت الى اختلال ملحوظ وتخبط القياده التي اسهمت من اليوم الاول في زرع بذرة الثورة بالاضافه الى محاولة احزاب اللقاء المشترك من السيطرة على الهيجان الشعبي واستغلاله لمصلحتها الحزبيه ، لغرض الحصول على مكاسب سلطويه من خلال ابتزاز نظام الطاغيه صالح .
كما تم التعامل بالمثل من قبل قيادات الجنوب السابقه في الداخل والخارج فقد مارسوا دور المتفرج من مدرجات المعلب ،واكتفوا بمراقبة الوضع عن بعد.
والحقيقة يجب ان تقال كاملة ، فيما يخص القيادات السابقه ، التي كانت بالفعل غير واثقة من استمرارية الجماهير بتأدية واجبها النضالي ، ولم يختلف الانطباع الذي كان يحمله المخلوع صالح عن الثوره الجنوبيه وانطباع تلك القيادات الجنوبيه .
كانوا ينظروا الى الطلائع الثورية الاولى بنظرة المتعالي المغرور ، الى درجة عدم الاستجابه لتلبية المطالب الحقوقيه للمتظاهرين ، وكانت هذه نظرة خاطئه من قبل الحكام في سلطه الاحتلال ومعارضة الجنوب ،و نتائجها ادت الى زوال نظام الطاغيه الفرعون صالح ، بالاضافة الى تحجيم وتعرية القيادات السابقه للجنوب .
، ونرى اليوم بعض القيادات الجنوبيه يمارسوا اسلوب الوصاية على الشعب بل وصل بهم الحقد الى زرع بذرة الشر والكراهية بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد ، من اجل فرض تواجد وهمي , وتفريخ وانشاء مكونات ثوريه ،للوصول من خلالها الى السلطة على حساب دماء الشهداء والم الجرحى ومآسي الشعب المقهور .
وعليه اتمنى من شباب ورجال الجنوب الاوفياء عدم التفريط فيما تحقق ،ومواصلة الطريق بعيدآ عن الاشخاص الذين لم يقدموا للجنوب سوى حقدهم الدفين ومؤامراتهم التي تسري في دمائهم الملوثه .
ابتعدوا عن المناطقيه والشلليه المقيته ، لا تسمحوا بضياع التضحيات الجسيمه ، لا تتنازلوا عن مستقبلكم حبآ بالافراد مهما علاء شأنهم ومهما كانت صلة القرابه.
، فالحر لا يرتضي ان يصير عبدآمن اجل غيره من الناس .
البقيه في حلقة قادمة .
فيصل السعيدي
24مارس 2014م