استيقظت صنعاء أمس على مجزرة ناجمة عن تفجير سيارة مفخخة أوقع أكثر من مئة بين قتيل وجريح من المنتسبين إلى أجهزة الأمن المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة. والتفجير الذي يُعتقد بمسؤولية تنظيم «القاعدة» عنه، لقي إدانات حكومية وحزبية ودولية، واعتبرته واشنطن دليلاً على»الرؤية العدمية والإفلاس الحقيقي للجماعات الإرهابية».
جاء الحادث فيما يشهد اليمن تصعيداً أمنياً وحشوداً مسلحة للحوثيين تتوافد على أطراف محافظة مأرب النفطية (شرق صنعاء)، تمهيداً لاجتياحها، في وقتٍ جدد الرئيس عبدربه منصور هادي دفاعه عن مشروع إنشاء ستة أقاليم فيديرالية، مؤكداً أنه الحل الأنسب لإنهاء الأزمات في بلاده، على رغم رفض جماعة الحوثيين التي باتت المتحكم الوحيد بمقاليد القرار في اليمن.
وكان مسلّحون يُعتقد بأنهم من «القاعدة» نصبوا مساء الثلثاء مكمناً لزعيمٍ قبليٍّ موالٍ لحزب «المؤتمر الشعبي» في محافظة البيضاء (جنوب صنعاء) أسفر عن قتله واثنين من أبنائه وثلاثة من مرافقيه، فيما اقتحم مسلحون حوثيون منزل رئيس تحرير صحيفة «الثورة» الرسمية في العاصمة، وأجبروه على تقديم استقالته وهددوه بالخطف ونهب ممتلكاته.
وأكدت مصادر أمنية وطبية لـ «الحياة»، أن 40 شخصاً على الأقل من المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، قُتِلوا أمس بتفجير السيارة المفخخة التي تُرِكت في الشارع المجاور للكلية أمام نادي ضباط الشرطة وسط صنعاء، كما سقط أكثر من 60 جريحاً،
وأطلقت المستشفيات الحكومية نداء للتبرع بالدم من أجل إنقاذ المصابين، في حين كشفت مصادر أمنية عن «إحباط هجوم انتحاري قرب المستشفى الجمهوري في شارع الزبيري، وتوقيف صومالي «كان يرتدي حزاماً ناسفاً».
ودانت السلطات والأحزاب السياسية المجزرة، وأمر الرئيس اليمني بترقية الجنود القتلى إلى ضباط واعتبارهم شهداء وترقية الجرحى إلى مساعدي ضباط.
وحمّل حزب «الإصلاح» هادي المسؤولية عن «الهجوم الإرهابي وتدهور الأمن»، ودانت باريس وواشنطن ولندن ودول مجلس التعاون الخليجي التفجير، وأصدرت السفارة الاميركية في صنعاء بياناً اعتبر أن الهجوم «يكشف الرؤية العدمية والإفلاس الأخلاقي للجماعات الإرهابية في اليمن».
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني، إن «دول مجلس التعاون تدين بشدة الجريمة البشعة التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، وتعرب عن دعمها ومساندتها اليمن الشقيق في الظروف المؤلمة التي يمر بها».