(قبل الولوج الى الموضوع .. ينبغي التحذير والتنبيه من أن استمرار ترديد مقولة الرئيس "الشرعي" علي سالم البيض وترسيخها في أذهان العامة أن هدفها خبيث لم يتنبه له الكثير من العامة والسياسيين الجنوبيين, وهدفها الأساس تثبيت شرعية من قام بالتوقيع على "اتفاقية الوحدة" والذي لم يكن رئيسا لدولة الجنوب حينذاك وإنما كان رئيسها الشرعي السيد حيدر أبوبكر العطاس) .
بداية :
أتهم السفير قاسم عسكر جبران في بداية الألفية الثالثة من قبيل الكثير من الجنوبيين وفي محافظة لحج تحديدا ببيع حركة "حتم" وكشف أسرارها وأوراقها الى أجهزة مخابرات علي عبدالله صالح مقابل حصوله على منصب سفير لليمن في الجزائر ثمنا لذلك وعند إنتهاء مدة خدمته كسفير لم يمدد له أو يعين سفيرا في بلد آخر , فثارت ثائرته وتحول الى ثائر وحراكي جنوبي .
نحن في " شبوه برس" لا نسوق هذه الكلام كتهمة قانونية وخيانة وطنية تقود السفير عسكر الى المحكة والى غياهب السجن لأننا لا نمتلك أوراقها الثبوتية بالأدلة القاطعة , ولكننا هنا نعيد نشر تهم رددها الكثير من الجنوبيين العالمين ببواطن الأمور ومخازي ممتهني البطولات الوهمية بتقمص أوار العمل الوطني ظاهرا , وتمزيق الصف الوطني الجنوبي باطنا , وبامكان السفير ( الرد والتعقيب والنفي والتفنيد في "شبوه برس" وحقه الأدبي مكفول) .
بالأمس جاهد وناضل الرفيق السفير قاسم عسكر ومعه بقايا أيتام فتاح وشائع وعنتر ومصلح و ( محسن الشرجبي المستتر) لمنع أي توافق جنوبي على تشكيل قيادة أوهيئة تمثل الجنوب والتعبير عن قضيته محليا ودوليا بوضع العراقيل أمام أي تفاهم جنوبي ما لم يخضع لإمرتهم لتنفيذ أجندتهم وأهدافهم الخاصة !! .. وآخر عراقيلهم كانت الحائل والعقبة الكئداء أمام عقد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي كان يمثل فرصة أخيرة للم الصف الجنوبي بعقول وأفكار نظيفة تواكب العصر وأيادي لم تتلوث بدماء وأموال أبناء الجنوب, لرسم معالم طريق تقود الى استعادة وبناء جنوب جديد في كل شي ولكل أبنائه بعيدا عن عقليات الماضي وأساليب بعض عناصره المتواجد على الساحة المتشربة بثقافة وسلوك اللحس والدحس والتغييب .
إن مقولة الرئيس الشرعي ( يروج لها السفير وتياره) وإلباسها للسيد علي سالم البيض هي ضحك على ذوي النوايا الحسنة والبسطاء من الناس واستغفال لهم , مهزلة يجب على العقلاء الجنوبيين التصدي لها وفضحها لأنها مهزلة تضحك الآخرين علينا وتجعل من يتعاطف من الاشقاء العرب مع قضية الجنوب يسخر ويستهجن ترديد مثل هذه المقولة البلهاء .
السيد البيض قبل أتفاقية مايو 1990م كان يشغل أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني فقط .. وكان المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس الهرم السياسي والإداري لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باحتلاله موقع رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى ( يماثل الرئيس في الأنظمة الأخرى) وفقا للدستور السائد حينها أي هو المعني بالتخاطب الرسمي مع الدول قانونا وبروتوكولا وتوقيع الاتفاقيات الدولية معها .
رئاسة السيد البيض "الشرعية" من العجب العجاب .. فعن أي شرعية يتحدث هؤلاء .. إن كانت رئاسة الجنوب السابقة الكل يعلمها وفندناها أعلاه , وان كانت رئاسته الشرعية مستمده من "جمهورية اليمن الديمقراطي" المعلنة في 21 مايو 1994م التي لم يعترف بها دوليا سوى "جمهورية أرض الصومال" فـ "حبا وكرامة" وتعالوا نتفاهم حولها .
جمهورية اليمن الديمقراطي الموأودة في حرب اليمن على الجنوب عام 1994م أعلن عن اسناد رئاستها للسيد علي سالم البيض !! حسنا .. لكن لم يكن البيض لوحده هو كل قادة تلك الجمهورية , بل كان له نائب هو السيد عبدالرحمن بن علي الجفري وكان لها مجلس وزراء برئاسة المهندس حيدر العطاس يضم وزراء موجودين وأحياء يرزقون باستثناء الفقيد عبدالله عبدالمجيد الأصنج وزير الخارجية رحمه الله , وكان لها جمعية وطنية معلنة (برلمان).. فقل تقرون سعادة السفير قاسم عسكر جبران وتيارك المناضل بشرف ! , بشرعية هؤلاء وهم جنوبيون مثلكم ... أم أن إقراركم بالشرعية ينحصر في السيد علي سالم البيض لتثبيت خطوات ماضية وربما لخطوات لاحقة تعلمونها أنتم , افتونا يا هؤلاء .
* محرر " شبوه برس"