مقدمة
رغم ان الصورة التي ظهرت عليها "صحيفة اخبار اليوم" كان على غير العادة حين بدت بوجه تصالحي مع القوى السياسية الحاكمة في عدن والممثلة بالرئيس هادي والسلطة المحلية بعدن وعلى الأرض المقاومة الجنوبية التي كانت تعاديها وتحيك ضدها الدسائس من سابق وتروج وعبر صفحاتها للشائعات التي تسيء لكل ما هو جنوبي, ..نعم رغم هذا الظهور الذي يعكس الصورة التي كانت تظهر عليها وهي تعادي الجنوب إلى ان اقتران عودة اصدارها بعودة المدعو/علي محسن الأحمر -احد قادة عصابات صنعاء الاجرامية والذراع العسكري لجماعة اخوان اليمن- للواجهة يحوم حولها الشكوك ان لم يكن دليل على ان هذه الصحيفة تتبع علي محسن,وما تصالحها الذي تبديه حاليا الا مجرد مراوغة ومسالة وقت حتى ما تلبث حليمة لتعود إلى عادتها القديمة.
عودة صحيفة اخبار اليوم للصدور
عاودت صحيفة اخبار اليوم اليومية التي يقول جنوبيين انها مملوكة لـ "على جنرال الحرب واحد عصابات صنعاء الاجرامية/علي محسن الاحمر" الصدور الاثنين28/ديسمبر/2015م من العاصمة عدن بدلا من صنعاء التي كانت تصدر منها قبا ان تتوقف بعد دخول مليشيات الحوثي الى صنعاء واحتلالها.
واتى اعادة الصدور بعد ان نقلت الصحيفة مقرها الرئيسي من العاصمة اليمنية المحتلة الى المدينة الخضراء شمال محافظة عدن.
وقد ظهرت الصحيفة في عددها الاول بوجه تصالحي مع القوى الجديدة الحاكمة في عدن والممثلة بالحراك الجنوبي والشرعية وهذه الصورة اتت لتعكس الصورة التي كانت عليها الصحيفة في السابق من خلال ما ابدته من عداء لكل ما هو جنوبي في نشرها.
عودة علي محسن الأحمر للواجهة
مع بدء مؤتمر جنيف2 بين أطراف الأزمة السياسية والعسكرية في اليمن والتي بدفه لإيجاد حلول للازمة التي تمر بها اليمن منذ الانقلاب الحوثي ومساندة صالح له ظهر إلى الواجهة اسم العسكري البارز والذراع العسكري لجماعة الأخوان في اليمن "علي محسن الأحمر".
وقالت تقارير إخبارية ان "محسن" قاد حملة عسكرية انطلقت من الحدود السعودية تجاه مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة اليمنية .
وبحسب التقارير فقد تمكنت القوات التي يقودها محسن من استعادة السيطرة على اجزاء واسعة من هذه المناطق وتحرير مناطق حدودية في محافظة حجة بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لقوات التحالف.
وقد كان "علي محسن" الذي فر في سبتمبر من العام 2014 هاربا الى العاصمة السعوديةالرياض عقب معركة قصيرة شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء انتهت بسقوطها في الـ 21 من سبتمبر بيد ميليشيا الحوثي-غائبا عن الساحة السياسية بعد ان كان قد برز على غير العادة خلال بدء عمليات عاصفة الحزم.
عداء رسالة الصحيفة للجنوب
كانت صحيفة اخبار اليوم التي تصدر وتوزع في صنعاء وعدن بالتوازي الى ما قبل توقفها قبل اشهر بعد احتلال المليشيات الحوثية لصنعاء تعادي كل ما هو جنوبي او يمت بصلت للجنوب من خلال رسالتها الاعلامية, فالى جانب بث الشائعات التي تسيء للجنوبيين وحراكهم السلمي كانت تنشر اخبار وتقارير تهاجم فيها القيادات الجنوبية ونشطاء الحراك السلمي وتشهر فيهم دون وجه حق, بالإضافة الى عملها على تجاهل واهمال نقل معاناة ابناء المناطق الجنوبية وتركيزها على تسليط الاوضاع في الشمال في الجوانب الاجتماعية والمعيشية.
إلى ذلك اعتبر الجنوبيين ان الصحيفة المملوكة لعلي محسن الاحمر وقبيل توقفها تدار من قبل الاجهزة الاستخبارتية وهي اقرب ما تكون الى تلك الاجهزة التي تحيك كل ما يسيء للجنوب والجنوبيين.
دموية علي محسن
يرتبط علي محسن الأحمر –الذي يعتبر سند نظام صالح والذراع العسكري لجماعة الاخوان في اليمن-بتاريخه دموي حيث كان احد القادة العسكريين الذين شنوا حرب اجتياح الجنوب وكانت قواته عبارة عن تشكيلات من قوات الجيش الحكومية التابعة لنظام اخوه غير الشقيق علي عبدالله صالح ومسلحين قبليين بالإضافة إلى مسلحي تنظيم القاعدة الذين قاتلوا إلى جانبهم مستندين إلى الفتوى الدينية التي أصدرها وزير العدل حينها الشيخ عبدالوهاب الديلمي ليمارسوا بعدها الاستعمار في الجنوب..
"لقد حكم الشمال بالاستبداد والجنوب بالاستعمار", كانت هذه العبارت التي تحدث بها علي محسن الأحمر معلنا انشقاقه عن نظام أخيه غير الشقيق علي عبدالله صالح وعلي انضمامه لما كان يعرف بحركة الاحتجاجات السلمية في شمالي اليمن.. واعتبر الكثير من المحللون والسياسيين ان هذا اعتراف دامغ من قبله بالتاريخ الدموي الذي ارتبط به نظام اخوه غير الشقيق,وتاكيد على ان الاتهامات التي كان يوجهها الجنوبيين اليه والى نظام صنعاء المحتل للجنوب هي صحيحة بشاهدته هو.
خاتمة:
ان عودة صدور صحيفة اخبار اليوم اليومية ومن العاصمة عدن عقب ايام من تناقل وسائل الاعلام لعودة "الاخواني" على محسن الاحمر الى الواجهة عبر قياده لحملة عسكرية انطلقت من الحدود السعودية تجاه مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة اليمنية...
وفي ضل بقاء وسائل اعلامية محسوبة على شرعية هادي والسلطة المحلية في عدن عن الصدور..
يبقى السؤال عن علاقة عودة اصدار الصحيفة بظهور علي محسن يبحث عن اجابة...؟؟؟
*- فتاح المحرمي – عدن