أثارت الضربات الجوية الامريكية الاخيرة التي استهدفت عناصر يعتقد انتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة جنوب اليمن الجدل مجددا عن حقيقة وجود التنظيم في المحافظة ، وفتحت الباب لنقاش كثير من الامور المتعلقة بمدى تشعب خلايا التنظيم وقدراته الحقيقية ، اذ كشفت العمليات الاخيرة عن درجة من الهشاشة والضعف ، وحالة من الشتات والانهيار بين أفراده .
وكانت قوات الجيش اليمني المؤيدة لهادي ،قد استطاعت تحرير اجزاء كبيرة من محافظة ابين من قبضة التنظيم، الذي تعددت مسمياته الاعلامية، فتارة تنظيم قاعدة الجهاد وتارة انصار الشريعة.
وقصف طيران يعتقد انه طائرة بلاطيار سيارة كانت تحوم في منطقة خمر المحاذية لعتق كبرى مدن المحافظة ، ليلقى ثلاثة اشخاص كانوا على متنها حتفهم .
قبل هذا كان الطيران ، وبطريقة مماثلة ، قد استطاع قتل خطاب الدغاري وثلاثة مرافقين على الطريق الواصل بين نصاب وعتق، ووصفت العملية بانها كانت ضربة موجعة للتنظيم المناهض للتواجد الاميركي في المنطقة العربية .
ولد فضل حامد الدغاري ( ابوخطاب ) عام 1987 في عبدان التابعة اداريا لمديرية نصاب ودرس الابتدائية والثانوية في نفس المنطقة وساعد انخراطه مع اقرانه من ابناء المنطقة على تنمية افكاره المتحمسة والمتطرفة ، واذ غادر الفتى الى الهند للدراسة ، لقي عدد من ابناء قبيلته مصرعهم، في مواجهات مع الجيش اليمني بسبب نشاطهم المتطرف، ليعود بعد عام واحد ويتعرض لإصابة أثناء محاولة فاشلة لتحرير رهينة اميركي اختطف على يد القاعدة ، حيث قامت قوات اميركية ويمنية بعملية انزال لجنود تبادلوا اطلاق النار مع الخاطفين واسفر ذلك عن مقتل عشرة من عناصر القاعدة بالاضافة الى الرهينة واصيب ابو خطاب الدغاري في العملية.
وبحسب مصدر مقرب فان الدغاري تخصص في اعمال التفجيرات والتجهيز لها ، وانتقل الى المكلا اثر سيطرة القاعدة عليها مطلع العام الفائت .قبل ان تدحرها قوات خليجية ويمنية مسنودة بالطيران قبل عدة اشهر .
ربما تكون معركة المكلا التي انسحبت على اثرها مجاميع القاعدة هي السبب الرئيسي في احتدام الخلاف بين الشاب وبين قيادات في التنظيم ، وربما فتحت الباب لعملية مراجعة فكرية خاضها الفتى مع نفسه ، فقد انتقد بشدة ما اعتبره تراخي للصفوف الامامية للقاعدة اثناء دخول العدو الى المكلا وحدثت مشادات اعتبر فيها ان زملاءه خذلوا القضية المركزية ودخلوا دائرة فن الممكن.
وبحسب احد اقاربه فان ابو خطاب حاول قبل مقتله ان يعتذر لوالده ويعود الى المنزل بعد ان تبرأ والده منه ومنعه من دخول المنزل بجريرة افكاره المتطرفة ، كما حاول ان يرسل وسطاء من الاسرة لاقناع والده بالعفو عنه مقابل الاعتراف بخطئه والعودة الى جادة الصواب ، الا ان الشاب لم يقدر له العودة بعد ان قصفت سيارته فقتل مع رفاقه .
*- شبوه برس – جولد نيوز