أبين.. عندما تنتصر محافظة الرئيس هادي على الإرهاب .. المنطقة الساحلية تشرع في تطبيع الحياة وإعادة الخدمات

2016-09-11 11:25
أبين.. عندما تنتصر محافظة الرئيس هادي  على الإرهاب .. المنطقة الساحلية تشرع في تطبيع الحياة وإعادة الخدمات
شبوه برس - خاص - عدن - بسام القاضي

 

ما زالت محافظة أبين تخوض كفاحها المستميت، ليس ضد الجماعات الإرهابية والميليشيات الانقلابية وحسب، بل إلى استعادة الدولة وسيادة النظام والقانون إلى المدينة الساحلية التي تبعد 80 كيلومترا عن العاصمة المؤقتة عدن، رغم أنها تحررت من تنظيم القاعدة للمرة الأولى في يونيو (حزيران) 2012، ومن الميليشيات الانقلابية في منتصف أغسطس (آب) الماضي، ومرة أخرى من الجماعات الإرهابية في منتصف أغسطس الماضي.

ثمة جهود حثيثة لقيادة السلطة المحلية والأمنية تشهدها أبين الساحلية بدعم كبير من التحالف لاستعادة المدينة إلى وضعها الطبيعي وتفعيل مراكز الشرطة والمعسكرات والمؤسسات الحكومية للعمل، حيث تعيش أبين أوضاعا أمنية مستتبة وعودة للحياة بشكلها الطبيعي، وبدأت المرافق الحكومية بفتح أبوابها وتقديم خدماتها بعد أقل من أسبوع من تطهير المحافظة من التنظيم الإرهابي.

يقول الصحافي صالح أبو عوذل: إن محافظة أبين تواصل اليوم دفع ضريبة وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الحكم في اليمن بصفته أول رئيس جنوبي منذ وحدة عام 1990، مشيرًا إلى أن قوات موالية للرئيس اليمني المخلوع سلمت أبين في عام 2011 لعناصر تنظيم القاعدة حين شعر بأنه خارج من الحكم، وعانت أبين جراء تلك الحرب الويلات، حيث دمرت أكثر من 12 ألف منزل ومرافق حكومية وصحية.

ولفت إلى شهود أبين منذ عام 2011 وحتى اليوم ثلاثة حروب، اثنتان مع العناصر التي تدعي انتماءها إلى تنظيم القاعدة، والأخيرة مع الحوثيين وقوات صالح، «لكن أبين تخرج مع كل حرب منتصرة».

وأضاف أبو عوذل «أعتقد أن الحروب التي يشنها نظام صالح وحلفاؤه في جماعة الحوثي والإخوان منذ ربع قرن تأتي نتيجة للمواقف الوطنية للقادة الذين ينتمون إلى أبين»، مؤكدًا أن أبناء أبين يعلقون آمالا على دول التحالف في انتشال هذه المحافظة التي عانى أهلها الأمرين.

 وكانت الجماعات الإرهابية تسيطر على محافظة أبين، خصوصًا مديرتي زنجبار وجعار كبرى مديريات المدينة الساحلية منذ ما بعد حرب مارس (آذار) 2015 التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح ضد أبين والجنوب مستغلة بذلك الفراغ الأمني وأوضاع الحرب مع الميليشيات الانقلابية.

عقب سيطرة «أنصار الشريعة» في عام 2011 على محافظة أبين وإعلان زنجبار عاصمة المحافظة إمارة إرهابية، تعرضت أبين لدمار هائل في البنية التحتية وموجة نزوح كبيرة جراء الحرب مع الجماعات الإرهابية حينها، وما زالت آثارها وتداعياتها ماثلة حتى اللحظة.

 ويوضح حسين صالح الجنيدي، وكيل أول محافظة أبين، أن الوضع الأمني الراهن في المحافظة مستتب جدًا وسط مساع حثيثة لاستعادة الحياة في المدينة الذي عانت الويلات وقدمت التضحيات، لكنها انتصرت في الأخير على جماعات القتل والإرهاب.

يقول الجنيدي لـ«الشرق الأوسط» «اليوم، نحن في حاجة إلى الحفاظ على هذا النصر من خلال عودة مؤسسات الدولة والمرافق الحكومية ورعاية أسر الشهداء والجرحى، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وأبرزها المياه والكهرباء».

وتحتاج أبين إلى دعم لاستعادة البنى التحتية والمؤسسات الأمنية والمرافق الحيوية ودمج المقاومة بالجيش على غرار التجربة العدنية، وهي في حاجة إلى قرارات جريئة وتعيين قيادات وانتشال المحافظة من وضعها الراهن، كما يقول الوكيل.

ويرى مسؤولون في المحافظة، أن هناك أيضا حاجة إلى برامج توعوية ومؤسسات فاعلة لحماية الشباب من الفكر الضال ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب، يقول الجنيدي «أبين قدمت تضحيات كبيرة وعانت الكثير، وهي في حاجة إلى استعادة سلطة الدولة والنظام والقانون».

حيدرة واقس، من أهالي المحافظة، يقول «شهدت المحافظة تحسنا أمنيا ملحوظا في كل المديريات»، في إشارة إلى ما بعد دخول المقاومة والجيش وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، ومع هذا استبشر الأهالي خيرًا في عودة السلطات المحلية وإعادة الخدمات وتعويض أسر الشهداء وغيرها، ويبدو أن سكان المحافظة يطالبون بتسريع وتيرة الإصلاح الداخلي؛ إذ قال حيدرة «للأسف لم يتغير شيء بطبيعة الحال؛ فالسلطات المحلية تدير شؤونها من عدن والخدمات الأساسية في انهيار مخيف.. لا كهرباء ولا ماء ولا رواتب وتزداد المعاناة أكثر مع قدوم عيد الأضحى؛ ما يولد السخط والاستياء لدى المواطن، فتوفير أبسط مقومات الحياة لهذه المحافظة التي تنهشها الحياة المريرة والفساد من سنوات مضت، واجب على الحكومة اليمنية».

 وتواصل قوات الحزام الأمني حملاتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية بعد أن تمكنت من تطهير ما نسبته 90 في المائة من مدن وأرياف المحافظة الساحلية، وسط إجراءات أمنية مشددة وحملات دهم واعتقالات للجيوب الإرهابية في أحور وزنجبار وجعار ولودر وموديه والمحفد، وتمكنت من ضبط معامل لصناعة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وإحباط عمليات إرهابية واعتقال عدد من العناصر الإرهابية في المدينة.

يشار إلى أن أبين تتصل من الشرق بمحافظة شبوة، ومن الغرب بمحافظتي عدن ولحج، ومن الشمال بمحافظتي شبوة والبيضاء، إلى جانب أجزاء من يافع العليا، أما من الجنوب فيحدها البحر العربي الذي تطل عليه شواطئها.

*- بسام القاضي