قصة مولدات الخمسين ميجا : فساد جنوبي .. والزج بالإمارات العربية

2016-09-12 00:18
قصة مولدات الخمسين ميجا : فساد جنوبي .. والزج بالإمارات العربية
شبوه برس - خاص - عدن

 

 

كثر الحديث عن مولدات الخمسين ميجا الإسعافية التي تم شراؤها من أموال القرض الاماراتي ( المنحة الإماراتية لكهرباء عدن ) لصالح كهرباء عدن ، البعض أراد و بصورة خبيثة تصوير أن الأخوة الإماراتيين تعمدوا شراء مولدات متهالكة لكي نظل في أزمة كهرباء دائمة ، مشكلة كهرباء عدن مشكلة قديمة و مزمنة هكذا أراد لها عفاش  و بأيادي جنوبية مع الأسف الشديد ، لا صيانة دورية للمحطات ولا زيادة في بناء محطات توليد جديدة تسير بالتوازي مع النهضة العمرانية الهائلة في عدن ، مما أدى إلى نقص حاد بين المعروض و الطلب و أدى ذلك إلى الضغط الشديد على المحطات القديمة المتهالكة إلى توقفها عن العمل بإستمرار .

 

 مع الأسف الشديد أن بعض القيادات الفاسدة في الكهرباء أرادت الزج بدولة الامارات على أنها سبب رئيسي في مشكلة كهرباء عدن ، ومع الأسف إنجر الكثيرون حتى المثقفين خلف هذه الطعم و أساؤوا لمن أحسن إلينا .

لم يسأل أحد منا نفسه قبل تحرير عدن وقبل نزول القوات الإماراتية لإرض عدن وعندما كنا في حالة حرب و حصار مطبق من قبل المليشيات الحوثي عفاشي و كنا نعاني من نقص شديد في الوقود لمحطات التوليد ، و نفس المحطات الموجودة اليوم كانت تعمل و بدون قطع غيار و بدون خمسين ميجا و بدون فلاتر وبدون حوافز ومع هذا لم يصل الحال كما هو عليه اليوم ، اليوم وصلت بواخر الوقود الإماراتية المجانية و قطع الغيار ووصلت الخمسين ميجا و الحوافز و الرواتب ووووووووو والكهرباء في إنهيار تام شبه يومي من الفاعل الرئيسي للوصول لهذه الحالة غيرنا نحن .

 

 قصة مولدات شركة جلوبال التي كانت سابقاً تعمل في ملعب ٢٢ مايو لأكثر من أربع سنوات و بعد إنتهاء مدة العقد سحبت إلى دبي مقر شركة كتربلر الشركة المصنعة بتاريخ فبراير ٢٠١٥ م قبل إجتياح عدن من قبل المليشيات وتمت عملية صيانتها ( تجديدها ) و كانت ستعود مجددا إلى عدن عاجلاً أم أجلا و بعقد جديد ، وهي ملك لمستثمر سعودي و تقوم شركة الفيصل المحلية بتشغيلها  .

السؤال هل أجريت صيانة شاملة أم جزئية لتلك المولدات .

الامارات لم تكن تعلم بأمر تلك المولدات الخمسين ميجا من سابق كونها خرجت من عدن قبل وصول الإماراتيين لعدن ، بعد موجة الحر الشديد و حالة السخط و الغليان بالشارع العدني خصوصاً بسبب تردي وضع الكهرباء وبعد مناشدات لحكام الامارات ، وقع وبصورة إستثنائية و سريعة القرض الاماراتي وهناك مسؤول جنوبي أستغل تلك الفرصة في ذلك الوقت الضيق و الحرج ليعرض مولدات شركة جلوبال الجاهزة كحل سريع لتحسين وضع كهرباء عدن .

 

المؤامرة الداخلية على كهرباء عدن لم تعد سراً ولا تخفى عن أحد ، كلنا نعلم ضغط لوبي كبار مسؤولينا على الهلال الأحمر الاماراتي لشراء المحطة القديمة لمصنع حديد الرجاع في الصبيحة وكادت عملية الشراء لتنجح لولا رفض مدير كهرباء عدن الأخ مجيب الشعبي ، حيث أصر الشعبي أولاً على ضرورة فحص المحطة فنيا من قبل فنيي الشركة المصنعة كتربلر وعمل ضمان تشغيل من قبل الشركة المصنعة ، وهذا ما رفضه مدير مكتب الرئيس د/ محمد مارم الذي كان متحمس لعملية الشراء وبدون فحص فني ، و بسبب تلك المحطة دخل مجيب الشعبي بعداوة مع المارم حتى يومنا هذا .

 

بعدها تم عرض شراء المحطة القديمة و المتوقفة لمصنع الحديد لبازرعة الكائنة في مدينة الشعب ووافق الهلال الأحمر الاماراتي على شرائها لكهرباء عدن رحمةً بعدن و أهلها أولاً و أخيراً ،و شكلت لجنة من قبل وزير الكهرباء لفحص المحطة و السلطة المحلية شكلت لجنة أخرى و دخلوا في صراع نفوذ و مصالح بين لجنتي وزارة الكهرباء و السلطة المحلية ،  و تراجع الهلال الاماراتي عن شرائها بعدما تيقن الهلال الأحمر الاماراتي من أن مشكلة الكهرباء سببها لوبي لا يريد حلها نهائياً وهم مجموعة من كبار مسؤولي الحكومة الشرعية لهادي .

 

لم يكن مع الامارات خيار أخر سريع غير شراء تلك المولدات الخمسين ميجا من شركة جلوبال و التي كانت تعتبر أفضل حال من العروض السابقة الفاسدة ، من هو ذلك المسؤول الجنوبي  الذي أشار على الإماراتيين بشراء تلك المولدات ، وهل فحصت فنياً وهل يوجد ضمان لما بعد التشغيل من قبل الشركة البائعة للمولدات و الشركة المصنعة التي أجرت عملية الصيانة .

بعد نزول الفريق الفني الاماراتي قريباً لفحص محطات عدن للكهرباء ستكشف وجوه فاسدة جنوبية كانت سبباً رئيسيا في معاناة عدن و أهلها .

 

*- أحمد كرامة سعيد

*- كاتب و محلل سياسي