ناقلة الغاز الراسية بالقرب من ساحل منطقة بروم " شرق المكلا " التي تبعد عن المكلا بــ " 30 كم " في خضم المعركة المحتدمة لاستعادة منفذ الوديعة البري ، وتخليصه من قبضة هاشم الأحمر، وفي غمرة حالة التفاؤل التي تسود الشارع الحضرمي بقرب استعادة المنفذ السليب ، وردت انباء صادمة مدعمة بالوثائق تفيد بتسليم ميناء بروم بالمكلا لأمين توفيق عبدالرحيم ووكيله المحلي زكي الحضرمي .
فمن هو أمين توفيق عبدالرحيم ؟ هو نجل رجل الأعمال المعروف توفيق عبدالرحيم تاجر الغاز ومحتكره منذ تولي المخلوع علي عبدالله صالح السلطة في صنعاء في نهاية سبعينات القرن الماضي .
استغل توفيق عبدالرحيم صلاته بالرئيس صالح الممتدة إلى ماقبل توليه الرئاسة ، لاحتكار تجارة الغاز في الشمال قبل الوحدة ثم في الشمال والجنوب بعد إعلان الوحدة عام 1990م . يمتلك أمين توفيق عبدالرحيم أسطولا ضخما من الناقلات في البحر والبر، وكذا منشآت تخزين وإعادة شحن وتفريغ الغاز في أغلب مناطق البلاد ، ولايجرؤ أحد من رجال الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب على الإقتراب من هذه التجارة إلا برضاء وموافقة آل عبدالرحيم .
حميد الأحمر حامي الإمبراطورية
لم تتأثر امبراطورية توفيق عبدالرحيم الإقتصادية بتداعيات ماسمي بثورة التغيير عام 2011م رغم الارتباط الوثيق بالرئيس صالح الذي خرج الثوار مطالبينه بالرحيل ، حيث أسهمت صلات الصهارة بعائلة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتحديدا حميد الأحمر الذي تصدر القرار في المشهد الثوري الجديد ، في توفير الحماية لأمبراطورية الغاز.
إلى الجنوب دُر !
بعد استيلاء الإنقلابيين على صنعاء واغتصاب السلطة فيها ثم التمدد صوب الجنوب وانطلاق عاصفة الحزم ، توقفت حركة الملاحة البحرية في معظم موانئ الشمال بفعل عمليات المراقبة التي تفرضها قوات التحالف على هذه الموانئ منعا لتهريب الأسلحة للمليشيات الإنقلابية . نتيجة لهذا الوضع الإستثنائي انتعشت حركة الملاحة في الموانئ البحرية والبرية الجنوبية ، لأن مناطق الشمال باتت تستورد معظم حاجياتها من الخارج عبر ميناء المكلا ومنفذ شحن بالمهرة ثم تنقل برا إلى المناطق الشمالية .
*كيف تسلل أمين توفيق عبدالرحيم إلى ميناء بروم ؟
ميناء بروم الذي يرى فيه الخبراء البديل المستقبلي الأنسب لميناء المكلا الحالي الواقع في منطقة خلف الذي لم يعد قادرا بحكم محدودية المساحة على استيعاب الحركة الملاحية المتصاعدة ، بات في قبضة أمين توفيق عبدالرحيم عبر وكيله المحلي زكي الحضرمي ، المعروف هو الآخر بصلاته الوثيقة بالمخلوع علي عبدالله صالح منذ وقت مبكر .
استطاع زكي الحضرمي إنجاز اتفاقية مع السلطة المحلية بالمحافظة تتيح له إنشاء مرسى وشبكة أنابيب في ميناء بروم لتفريغ الغاز من السفن إلى الناقلات البرية .
الإتفاقية المبرمة جعلت عملية تفريغ الغاز من السفن إلى الناقلات البرية حكرا على على زكي الحضرمي دون سواه ، ليس هذا فحسب بل أن الإتفاقية تجبر التجار الراغبين في استيراد الغاز إلى حضرموت والمحافظات المجاورة على دفع مبالغ ضخمة محددة في بنود الإتفاقية نظير استخام منشأة وشبكة أنابيب زكي الحضرمي ومن ورائه أمين توفيق عبدالرحيم المقيم حاليا في منزل زكي الحضرمي بالمكلا .
السؤال المحير الذي يتردد في الأوساط التجارية الحضرمية : أما كان أجدر بالسلطة المحلية أن تمنح حق إقامة المنشأة وشبكة تفريغ الغاز لهيئة حكومية مثل هيئة موانئ البحر العربي أو فرع وزارة النفط بحضرموت ؟ !! او حتى مستثمر محلي ؟ !! خاصة وإن تكاليف الإنشاء زهيدة جدا ولا تتجاوز المائة مليون ريال يمني لا غير وفق أعلى التقديرات ، وهو مبلغ يستطيع أصغر تاجر أو حتى مالك بقالة في حضرموت تأمينه .
إحتكار حق إقامة المنشأة وشبكة أنابيب الغاز في ميناء بروم من قبل تاجر دون سواه ، أثار موجة تساؤلات مشروعة في الاوساط الإقتصادية عن ملابسات إقدام السلطة المحلية والجهات المعنية بحضرموت على هذا الأمر ، وإذا افترض المتسائلون حسن النوايا ورجحوا فرضية أن السلطة المحلية كانت محكومة بهاجس سرعة الإنجاز لتامين حاجة السوق الماسة من الغاز ومعالجة النقص الحاد الذي شهدته المحافظة مؤخرا ، فإن الأمر لايعفي السلطة المحلية من القيام بمراجعات عاجلة لبنود الإتفاقية ، ومنح الراغبين من التجار في استيراد الغاز ذات المزايا التي حصل عليها زكي الحضرمي وكيل أمين توفيق عبدالرحيم .
*- شبوه برس - جولدن نيوز