استضافت قناة روسيا مساء يوم الأربعاء، الموافق 9نوفمبر 2016م الأكاديمي والباحث السياسي د.علي صالح الخلاقي، للحديث عن آخر التطورات العسكرية وخاصة العملية التي نفذتها قوات النخبة الحضرمية ضد إحدى الجماعات الإرهابية في المكلا ، وبدا المذيع بالسؤال التالي:
*دكتور علي: من المعروف أن حضرموت وأبين كانتا من أهم معاقل القاعدة في اليمن وقد أُعلن سابقا عن طرد التنظيم من هاتين المحافظتين ، فلماذا هذه العملية الجديدة؟
- هذه العملية النوعية الجديدة تأتي في إطار استمرار الحملات الأمنية واليقظة الأمنية المستمرة لتجفيف كافة منابع الخلايا الإرهابية المزروعة في الجسد الجنوبي بعد تحرير هذه المحافظات، حيث كان نشاط المنظمات الإرهابية يستبيح معظم هذه المناطق بدعم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي نعرف ارتباطاته الحميمة بهذه الخلايا منذ أن سلَّم الكثير من مناطق المحافظات الجنوبية لتلك المنظمات، وليس ببعيد عنا تسليمه لزنجبار وجعار في العام 2011م، وقد زاد نشاط هذه المنظمات بعد التحرير حيث استغلت خلُّو المحافظات المحررة من الأجهزة الأمنية والعسكرية التي أفرغها المخلوع منذ حرب 1994م ولذلك فأن ما تشهده المحافظات الجنوبية المحررة هو استمرار لتعزيز الانتصار الذي الحقته بقوات المليشيات الحوثية وقوات المخلوع وكذلك في المقابل مواجهة الجماعات الإرهابية الأخرى.
*هل تنم هذه العملية العسكرية اليوم عن تحول في اولويات قوات هادي من قتال الحوثيين إلى قتال القاعدة، أم أنها محظ عملية روتينية او عملية تسويقية بعد المبادرة الأممية؟
- لا أعتقد أن قوات الجيش الوطني ستتجه إلى هذه المهمة وتهمل الجانب الأخر فمواصلة الكفاح ضد هاتين الجماعتين ، لأن الإرهاب واحد، سواء من قبل المليشيات التي انتزعت سلاح الدولة ممثلة بالمليشيات الحوثية أو تلك الجماعات الأخرى التي تريد أن تستقوي بالسلاح وتحاول أن تخلخل الوضع الأمني، ولذلك فأن العمل يجري على نسق واحد في الجبهتين، وما هذه العملية إلا مواصلة للنجاحات التي تحققت في محافظة عدن ولحج وكذلك في حضرموت، ومثل هذه الأعمال التي تقوم بها جماعات محدودة العدد يُمكن أن تستمر طالما لم تُحسم المعركة النهائية مع من يمول هذه الجماعات ممثلا بالرئيس المخلوع وعصابات الحوثيين.
*هناك عمليات متواصلة على جبهات أخرى مثل نهم وتعز لكن دون تقدم حاسم على الأرض فلماذا يراوح الوضع مكانه على النحو الذي نراه الآن؟
- للأسف الشديد أن المعارك في المحافظات التي ما زالت تحت قبضة الحوثيين تراوح منذ فترة دُون إحراز تقدم استراتيجي يقلب الموازنة على الأرض، ولهذا اعتبارات عدة حيث أن هناك عوامل لم تجتمع كما اجتمعت في المحافظات الجنوبية حيث كان الكل مجمعا على مواجهة تلك المليشيات مع قوات المخلوع، لكن هناك تتداخل المصالح التي استطاع المخلوع أن يستجذب بها الكثير من الأنصار وكذلك الولاء الطائفي والسلالي للحوثيين الذين يفرضون أجندة عقائدية ولهذا نرى أنهم يجندون أتباعهم بما في ذلك الأطفال ولا يتورعون أيضاً عن الزج بهم إلى هذه المعارك المهلكة.