حضرموت ليست جغرافيا فقط

2016-11-14 23:23
حضرموت ليست جغرافيا فقط
شبوه برس - خاص - المكلا

 

أنّها قيم وأخلاقيات تعامل تتجسّد في الأمانة ،والتواضع، وكلمة "يالوماه "، والجودة ، وعدم المِنّه والكبرة والفخرة والعنطزه .

وهي التي جعلت من الحضارم حضارم يحبهم عدوهم قبل صديقهم. فإذا لم نتخلّص من قيم دخيلة علينا الآن من مجتمعات مجاورة :فلا فائدة ان تكون حضرموت أقليما أو دولة كما يشطح البعض ويتفاخر وهو قد فقد كثير من هذه الصفات التي كان للإسلام السلوكي (التصوّف) دورا كبيرا في تشكيلها حتى لمن لايميل الى كثير من بدع التصوّف وخزعبلاته وينكرها :ولكن القيم السلوكية التي في هذه المدرسة الروحية الإسلامية انغرست في وجدان كل حضرمي أصيل معتز بذاته .

فإذا تمَّ فقدانها فُقِدتْ حضرموت . ولم تتحرر من أي شئ .

 

أقول ذلك لأنّ عصبيات بغيضة تبرز -ولو أنّ أصحابها هم ظواهر صوتية- وأفتخار أشبه بالعرقي-وقد أنتهت أسطورة الأعراق المتفوّقة- ،وعودة الى تاريخ قديم او وسيط أكثره مختلط بأوهام (والتاريخ مكان وزمان آخر ) .

 

أذا استمرت أجبال على سلوكيات جديدة برزت الى السطح :كالفخرة بما يملك،والظهور والتنافس على جاره وابناء قريته أو مدينته بأنّه اكثر مالا وأفضل مأكلاً ومشرباً منه... ونشر صور وأخبار الإعانات لرجل البر والإحسان الفلاني والعلاّني ....وعزومة آل فلان وأل زعطان المكتوبة في لوحات معلّقة ...واستعراض ممل لمايملك والتفاخر ونشر أحسانه (فكان الحضرمي الأصيل لا تعلم يمينه ما أنفقت يساره ) إذا أستمرت مثل هذه الثقافة فانّ حضرموت تفقد معناها وتبقى أسم مطنطن لسلوك غير سوي وأفتخار أجوف لامعنى له الاّكونه تعبيراً عن عقدة نقص أ أضطهاد يعاني منه البعض في مهجره الجديد. -والله من وراء القصد-

*- د . عبدالعزيز بن عقيل