شوافع ... وزيود

2013-03-16 13:15
شوافع ...  وزيود
شبوة برس- خاص تعز

شوافع ...  وزيود

 

في أغنيته "أسيل الخدود" يتغنى الفنان المبهج فيصل علوي (رحمة الله) بمعشوقته الفاتنة التي يرتدع من جمالها الشوافع والزيود!

تخلقت الوطنية اليمنية عبر القرون, وخلقت لها رموزها العابرين للمنطقة والمذهب والعنصر والفئة الاجتماعية.

وهؤلاء الرموز محبون استثنائيون, كالرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي المحب الذي لا يملك أن يميز في حبه بين البشر, كما قال لي حكيم اريتري تجاوز الثمانين من عمره وهو من رواد الحركة الوطنية الارترية التقيته قبل 11 سنه في أسمرا.

لاحقا وجدت كلمات للحمدي تشرح ما قصده الشيخ الاريتري وهي كلمات شديدة العمق رغم بساطتها سطرها بخطه ويقول فيها:"أحب وطني وأحب فيه كل مواطن وكل مواطن هو أخي وحبيبي وسعادتي ان أراه إنسان حرا منتجاً وليس عاله على أحد".

للبردوني عشرات القصائد المنحازة للإنسان فينا, ومنها قصيدته البديعة "غريبان وكانا هما البلد" من ديوان "السفر إلى الأيام الخضر", وفيها يتجلى الانسان اليمني معذبا طريدا مثخنا بالجراح, مطاردا في شنى انحاء الكون, مشتبها به من حرس الطرقات وفي مخافر الحدود, لكنه يبقى اليمني الجميل الذي يشق طريقه في الصخر من أجل لقمة عيش نظيفة, اليمني العادي _ وليس الشيخ السوبرمان أو الجنرال خارق الشهية_ الذي إذ يحضنه يجتمع في جسده كل اليمنيين من المهرة إلى صعدة.

نستمع إلى فيصل علوي, وللغناء الصنعاني (الصنعائي), ونستظهر أشعار البردوني ونتحسر ونترحم على الشهيد إبراهيم الحمدي, لكن البعض لا يتردد في إعلان كراهيته للزيود [ هكذا: الزيود على إطلاق], ولا يريد أن يتعلم منهم الحب والولاء للإنسان, فينكص إلى منطقته وقبيلته نقمة ويأسا, بمظنة أن القبيلة والمنطقة قارب النجاة الوحيد في سفينة توشك على الغرق.

حدث هذا مرارا عبر التاريخ اليمني الحديث, وكانت المآلات كارثية في كل مرة.

شخصيا أرى في هؤلاء الطيبين الناقمين الذين بلغت قلوبهم الحناجر, محبين مخذولين واقعين في شراك اللغة الرائجة في الخطاب السياسي الراهن؟ إنها روح العصر يا أصدقائي والله أعلم بالسرائر.

* سامي غالب