وجدي الشعبي والقتل خارج القانون *

2013-03-16 13:27
وجدي الشعبي والقتل خارج القانون *
شبوة برس - متابعات

كانوا خمسة في البيت وجدي وزوجته وطفليه وصاحبه لم يعرفوا - وفق الشاعر محمود درويش- أن الطريق إلى الطريق دم ومصيدة وبيد، وبرغم أن القتل كالتدخين ، لكن الجنود الطيبون لم يقتلوا السبعة بل قتلوا الاثنين في مشهد تراجيدي مرعب يدمي له القلب وعندما فاحت رائحة الجريمة ، هللوا وكبّروا بصيدهم الثمين ، ولم يترددوا في إرسال برقية إلى وزارة الدفاع تؤكد مصرع المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة ، وبعدها تراجعت وزارة الدفاع عن التصريح، الأمر الذي يعني أنّ العملية ليس لها علاقة بتنظيم القاعدة ، وإنما استغل أولئك النفر الأحداث الملتهبة في ذلك اليوم المشؤوم ليصفوا حساباتهم مع وجدي، ولكن التصفية هذه المرة تمت بطريقة بشعة لم نشهدها منذ زمن طويل .

 

ولو كانت العملية تمت من قبل مجموعة خارج نطاق الأمن لتقبل الناس الأمر بأن العملية لها علاقة بقضايا أخرى، لكن أن يقوم بتنفيذ العملية رجال محسوبون على الأمن ، فهذا لا يقبله عقل ولا منطق ، خصوصاً عندما يأتي هذا الفعل بعد ثورة التغيير المزعومة التي تخلصت من النظام البوليسي ولكنها عادت لتستخدم أدوات الجلاد بصورة أبشع .

 

في هذا الوطن ما ارخص دم الإنسان، والطامة الكبرى أنّ الناس يسكتون عن تلك الجرائم ، وهذا الصمت ناتج عن تراث ترسخ في ذاكرة الناس بأن قانون الغاب هو السائد منذ تشكل الدولة الوطنية الحديثة .

 

الجمعة الموافق 2013-3-15 سيشع جثمان الشهيد وجدي إلى مثواه الأخير وستضيع قضيته في الدهاليز كما ضاعت قضايا كثيرة منذ تشكل الدولة الحديثة وسيستمر مسلسل القتل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

*     د. محمد ردمان الشعبي