الجنوب يستعيد مؤسساته الثقافية والسياسية

2023-01-22 01:35
الجنوب يستعيد مؤسساته الثقافية والسياسية
شبوه برس - خـاص - عــدن

في البدء علينا أن نقر ونعترف ان لا وصاية على المجتمعات المحلية في تكوين مؤسساتها المهنية النقابية الثقافية السياسية المستقلة، وأن مثل ذلك النهج يأتي إستجابة للتحرر من هيمنة المركز وسلطاته المطلقة، فكيف هو الحال واليمن يمضي بخطى حثيثة ، بإتجاه إعادة ترسيم الخارطة وتحديد ملامح مرحلة جديدة متغيرة.

من هذه الزاوية يمكن النظر لمؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، بأنه إستجابة لمخاضات السياسة ، والصراع المحتدم حول رؤيتين لشكل الدولة الطالعة ولو بعد لأي ، من بين حطام حرب مدمرة ولُحمة وطنية ممزقة، رؤيتان: رؤية الدولتين ورؤية الدولة المركزية المستبدة ، ومابينهما تلوح خمائر تشكل مربعات متناهية الصغر ، ودويلات متصارعة بحثاً عن صفة الإمارة المستقلة.

نعم لدينا تحفظاتنا في الشكل والتوصيفات الفنية بشأن تعريف الصحفي ، وكانت لدينا سابقاً تصورات حول أهمية الحفاظ على المؤسسات الثقافية الإعلامية موحدة ، لخلق رؤى يتشارك فيها الجميع للخروج من أتون الحرب ، ودعم الحق في تقرير المصير ، ومع ذلك فإن هذا التحفظ لا يسقط حق الجنوب في إختيار شكل مؤسساته المتناغمة مع مشروعه السياسي ، ذات الصلة بفكرة إستعادة دولته المختطفة ، بقوة الغلبة العددية والقبيلة المتجذرة والمذهب المتغول.

الواقع شئنا أم أبينا هناك شروط موضوعية لم تعد قائمةً على الأرض ، وهي عدم الرهان على أو الإنتماء لدولة مركزية غير قابلة للحياة في واقع الناس ووجدانهم ، من هنا يأتي مؤتمر الصحفيين الجنوبي ليشرع الباب أمام إستيلاد من بين ركام التغييب ، مؤسسات المجتمع المدني ، للتعجيل بخلق كيانات داعمة للحل السياسي المبني على خيار الدولتين والشعب الواحد.

نعم الجنوب يستعيد مؤسساته ومنظمات مجتمعه المدني ، ولكن الأهم أيضاً أن يقدم لغة وثقافة رحبة متسامحة ديمقراطية في إدارة التنوع، لايحتكر الحقيقة ويفرض بقوة السلطة وهيمنة المنطقة ، اللون الواحد.

يجب أن يتمايز الجنوب عن شمال الأقصاء السلطوي -الحكم لا الناس-، ما لم نحن نعيد التسميات ونحتفظ بجوهر ووظيفة الهراوة ، قمع المغاير.

وأياً كانت الولادات الجديدة ،ستظل الكلمة واحدة ومنحازة لحق الإنسان في الإختيار ،حقوق وحريات ونظام حكم وشكل دولة .

خالد سلمان

.