قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر).
هؤلاء هم النظارة السوداء التي تحجب الرؤية عن الحكام وتخفي عنهم أوضاع الأمة، ليست جديدة بل إنها داء قديم متجدد، تجدها حول كل مسئول مهما صغر وضعه الوظيفي.
جماعة من المنافقين يتقنون فن التلميع والتلاعب حتى بالقوانين و تمرر خلالهم الرشاوي وهم قمة الفساد والحديقة الخلفية للمسئولين. يحسنون القبيح ويكذبون على المسئول ويجامل بعضهم بعضاً لتضليل الحاكم، ويمنعون ذوي الحاجة من الوصول اليه بوسائل لا يعدمونها منها : أن المسئول مشغول أو في إجتماع أو نائم أو ارجع بكره بعد الظهر. .... وهكذا.
هذه الفئة تشكل جدار عازل بين الحاكم والمحكوم وتخفي مظالم وكوارث لايعلمها الحاكم لكن الله يعلمها وسيحاسبه عليها في الدار الآخرة.
ولن تجد مسئول صغر أو كبر الا وحوله هذه الهالة من البطانة السيئة حتى وإن تمثلت في شخص واحد فقط.
اما كبار المسئولين فلديهم (عكفة) من المنافقين والفاسدين والمصيبة ان هذه الفئة تملك نفوذ على الحاكم بحيث تستطيع أن تقوده حيثما تشاء ولما تريد.
في شبوة لدينا فئة أو مجموعة كلما تعين محافظ تراهم حافين حوله هم هم نفس الوجوه ونفس النفسيات والسلوكيات يسبون السلف ويمدحون الخلف وينفذون ذات النمط من النفاق الذي فاق الآفاق وطغى على كل الطباق.
وما ان تتم إقالة المحافظ الموجود حتى يسلقونه بألسنة حداد يقبّحون كل عمل له ويشوهون صورته في كل زاوية من زوايا المحافظة.
هؤلاء هم يا محافظنا الموقر الشيخ عوض بن محمد "بن الوزير" ، اليوم يمدحونك وغداً سيذمونك مثلما ذموا وسبوا من سبقك، يمدحونك في نفس المجلس الذي كانوا يجلسون فيه مع من سبقك وينافقونه !! وسيفعلون معك الشيء نفسه عندما تترك المحافظة.
هؤلاء هم داء المحافظة وسرطانها الخبيث، وهولاء قد تمصلحوا بالمحافظين السابقين، تكسبوا من ظهورهم واثروا على حسابهم وشوهوا صورهم أمام المواطن! منعوا المواطنين ممن لهم شكاوي وحاجيات من مقابلة المحافظين، وإن سمحوا لأحد فبعدما اوغروا صدر المحافظ عليه بالكذب واعموا عيونه عن رؤية الحق.
ياسيادة المحافظ خذها نصيحة من محب لشبوة وأهلها، هؤلاء هم الداء فإن استطعت استئصالهم فنعمت "ولن تستطيع" وإن لم تستطع فلا تستمع لهم وابعدهم عنك فوالله ان اقترابهم منك ليس محبة فيك إنما يريدونك شماعة لفسادهم وهم اول من يسبك عندما تتم اقالتك وتعيين غيرك، لن يتبعك منهم احد ولك في من سلف عضة وعبرة.
قرّب اهل الصلاح والرأي السديد ممن اذا أخطأت يبصّرونك خطأك ويردونك عنه بالمشورة والرأي الصايب، فإن فعلت فانك تكسب رضاء الله.
وقد ورد في الحديث عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
نسأل الله صلاح العباد كي تصلح البلاد
والسلام
عبدالله سعيد القروة
١٦ مايو ٢٠٢٣