الدعم العسكري الذي تقدمه الآن وقدوم حاملة طائرات والبوارج المرتقب هو (لأغراض انتخابية) وهروب من اتهامات الجمهوريين لبايدن بالمسئولية عن اشتعال عملية #طوفان_الأقصى خصوصا بعد نجاح قطر في تنظيم عملية تبادل رهائن بين إيران وأمريكا مؤخرا..
إسرائيل لا تحتاج للسلاح الأمريكي فلديها ما يكفي وزيادة
المشكلة الكبرى التي تواجه إسرائيل حاليا ليس نقص العتاد والمعدات، بل في تحدٍ كبير وضع قادة إسرائيل أنفسهم فيه لغباءهم السياسي، وهو أنهم صاروا مطالبين بالآتي:
أولا: اقتحام قطاع غزة وإنهاء حركة حماس..وهذا مستحيل، فالقطاع هو من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، ودخول إسرائيل هناك معناه إبادة ملايين الفلسطينيين..
ثانيا: حفظ ماء الوجه بعد الخسائر الكبيرة التي تلقوها، أكثر من 700 قتيل إسرائيلي و 2000 مصاب، غير المفقودين والأسرى، هذه خسائر لم تحدث منذ عام 1973
ثالثا: لابد من اكتشاف بنوك أهداف جديدة، فبنك الأهداف الإسرائيلي في قطاع غزة معدوم أو ضيق للغاية، وردود الأفعال العسكرية الإسرائيلية هي عبارة عن (قصف منازل وأبراج سكنية) ولم تتغير هذه السياسة منذ عام 2009 حتى اليوم.
رابعا: طاعة أمريكا بعدم توسيع المعركة لأن بايدن وحكومته لا يريدون أن تشمل المعركة لبنان، خشية تدخل أطراف عراقية وسورية من المحتمل أن توجه بنادقها وقنابلها لقواعد أمريكا في الدولتين..(لاحظ نفي أمريكا المتكرر لدور إيران في عملية طوفان الأقصى، فهو ليس نفيا بناء على معلومات ولكن عن أمنيات ورغبات)
حكومة نتنياهو مرعوبة لأن خسارة الحرب أو توقفها دون انتقام لهذه الخسائر سوف يقضي على مستقبل نتنياهو السياسي ومعظم أعضاء حكومته ويضعف من شعبية اليمين، لذلك هم في سباق مع الزمن لبدء عملية برية بأقصى سرعة قبل تدخل أطراف دولية وإقليمية تهبط من عزيمة الرد الإسرائيلي وتُضعف من أدواته..
ومعلومة هنا: في حرب عام 1973 بدأ الرد الإسرائيلي بهجوم مضاد يوم 8 أكتوبر، أي بعد انطلاق المعركة بيومين فقط، وخلال أسبوع بدأوا في عمليات اختراق ثغرة الدفرسوار لحفظ ماء الوجه ولغرض تماسك الجبهة الداخلية..
الآن أمام إسرائيل من ثلاثة أيام لأسبوع لبدء العملية وإلا الجبهة الداخلية معرضة للتفكك، وبدء محاكمة نتنياهو شعبيا والاستسلام أمام الضغوط الخارجية لبدء المفاوضات..
*- أ. سامح عسكر - سفير سلام وكاتب ليبرالي مصري