كل تاريخ إسرائيل لم يشهد حرب طويلة أبدا

2023-10-13 11:04
كل تاريخ إسرائيل لم يشهد حرب طويلة أبدا
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

هم يعتمدون على الضربة الخاطفة وإحداث كم كبير من المجازر يدفع الخصم على الاستسلام أو المفاوضات، مستعينة بدعم عسكري وسياسي لا محدود من الغرب..

 

هذا يعني أنه كلما طالت حرب #طوفان_الأقصى واستمر عدوانهم على #غزة فترة أطول كلما كان ذلك في صالح المقاومة الفلسطينية..

 

إسرائيل نفسها قصير جدا في الحروب، وتندفع لقبول المفاوضات كلما شعرت بطول أمد المعارك، وهذا سببه الرئيسي إشكالياتها الأمنية الكبرى المتمثلة في أمرين اثنين:

 

الأول: عدم وجود عمق جغرافي يمكنها من صد الهجمات أو تقليل فعالياتها

 

الثاني: أنها محاطة بأعداء مباشرين ومحتملين من كل جانب

 

أكبر أخطاء إسرائيل بعد اتفاقيتي كامب ديفيد 1978 وأوسلو 1993 أنها لم تحصل على ثقة شعوب ودول الجوار، وظلت علاقاتها متوترة مع جميع جيرانها، وأمريكا أدركت خطورة بقاء هذا الوضع المتوتر فحاولت إنهاءه بمشاريع أمريكية كبرى منها (الشرق الأوسط الكبير) وتفتيت دول الطوق الصهيوني على أسسس طائفية ودينية، وكذلك مشروع (صفقة القرن) الذي رعاه ترامب ، وأخيرا مشاريع التطبيع العربية الإسرائيلية..

 

المشروع الأول نجح نسبيا باستغلال وتوظيف الجماعات الطائفية بإحداث شرخ في دول الطوق ، أو الدول التي تشكل تهديدا مباشرا على أمن إسرائيل كالعراق، لكن المشروع الثاني فشل فشلا ذريعا..بينما المشروع الثالث نجح بنسبة 5% والعمليات الأخيرة في قطاع غزة قد تطلق رصاصة الرحمة على هذه النسبة في أي وقت..

 

يمكن اعتبار أن محاولة أمريكا إنقاذ إسرائيل بتأمين حدودها فشلت بنسبة 90% تقريبا، وهذا يعزز خطورة أي معركة تخضها إسرائيل بلا أفق سياسي وعسكري، وكلما طالت هذه المعارك كلما تهدد ت حدود إسرائيل أكثر..

 

الحل الوحيد أمام إسرائيل قيادة وشعبا هو في إنهاء الاحتلال والحصار، والمصالحة مع الفلسطينيين، وإعادة أراضيهم إليهم، وإنهاء الفصل العنصري، وإلا فالمقابل تهديد حدود إسرائيل بعد انهيار أمنها القومي الداخلي بكثرة المعارك في مدنها الكبرى، ولا يتصور عاقل أن إسرائيل سوف تلجأ لإبادة 2 مليون فلسطيني في غزة دفعة واحدة..لأن هذا هو الخيار الثاني المستحيل فيما لو قررت إسرائيل استمرار الاحتلال..

سامح عسكر كاتب وسفير سلام مصري