الحرب في البحر الاحمر... الخافي والظاهر من أسبابها؟!!

الحرب في البحر الاحمر بين ماهو معلن من أسبابها وماهو مخفي

*- شبوة برس - الصحفي صالح حقروص

من خلال متابعة الصراع والحرب الدائرة في البحر الاحمر بين الحوثيين والغرب يتضح أن ماهو معلن عن الأسباب الحقيقية والسياسية التي تقف وراء هذه الحرب شي وماهو مخفي وغير معلنة هي الأخطر والأهم والاقرب إلى الحقيقية فعلا لهذه الحرب وأن ما هو معلن ليس سوى لغرض اخفاء الأسباب الحقيقية لهذه الحرب ومن الأسباب التي ظاهرة ومعلن عنها في وسائل الإعلام هو أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ردًا على الحرب الإسرائيلية في غزة وقالت الحركة في بياناتها إنها ستوقف هذه الهجمات إذا بدأت إسرائيل بالسماح لكمية غير محددة من المساعدات الإنسانية بدخول القطاع وستوقف الهجمات على إسرائيل نفسها بمجرد أن توقف إسرائيل هجومها على غزة يعني أن كل ما تقوم به مليشيات الحوثي فهو يأتي من أجل التضامن ودعم الشعب الفلسطيني هذا ماهو معلن عنه في وسائل الإعلام .

ولكن من بين أهم الأسباب السياسية الغير معلن عنها ومخفية وتعد الأهم والأكبر والاقرب إلى الحقيقة والصواب ومنها كان فهو ضرب الاقتصاد المصري من خلال شل والتأثير على حركة الشحن في البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس ومايشكلة ذلك من تهديد مباشر وكبير للاقتصاد المصري بدرجة أولى والاقتصاد العالمي بدرجة ثانيه .

كما اعطاء هذا الصراع والحرب الدائرة في البحر الاحمر الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ذريعة للتدخل والتواجد في باب المندب والبحر الأحمر وهو ما كانت ستحصل عليها بكل هذه السهولة لولاء هذه الحرب والخدمة التي قدمها الحوثي على طبق من ذهب لأمريكا وإسرائيل والغرب .

ناهيك عن أن الاستقرار في منطقة البحر الأحمر يُعَد أمرا بالغ الأهمية لعدد كبير من مشاريع رؤية 2030 الخاصة بالمملكة العربية السعودية وعدم الاستقرار الحاصل اليوم في المنطقة يعطي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب ورقة هامه وبالغ الأهمية يمكن من خلالها اجبار المملكة العربية السعودية على التطبيع مع إسرائيل ولا سيما أن هذا الصراع الإقليمي يهدد بتقويض الأهداف الجيوستراتيجية للسعودية في مياهها الغربية وخاصة وأنه في الأعوام الأخيرة أصبح أمن البحر الأحمر ركيزة أساسية من ركائز السياسات الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية ستجد نفسها مجبرها على تقديم بعض التنازلات من أجل الحصول على الاستقرار في منطقة البحر الاحمر لما له من أهمية كبرى وبالغة لعدد كبير من مشاريع رؤية 2030 .

إن الحرب الدائرة في البحر الاحمر لم تأتي من أجل وضع حد ونهاية للحرب في القطاع الفلسطيني كما هو معلن عنه ويروج له البعض بل إن الأمر أكبر بكثير من ذلك وانما له أبعاد سياسية أكبر وأخطر لاتبشر بالخير للمنطقة في ضل تنامي وتصاعد الصراع الشرقي والغربي وعودة أجواء الحرب الباردة بين القطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقطب الشرقي بقيادة روسيا والصين وماترتب على ذلك من بروز حرب بالوكالة هنا وهناك بين الطرفين وما الحرب الدائرة اليوم في البحر الاحمر إلا واحدة منها .

الصحفي صالح حقروص

2024/2/26م