تصريحات البحسني نشرت غسيل مجلس القيادة الرئاسي واظهرت خلافاته للعلن

2024-08-24 06:18
تصريحات البحسني نشرت غسيل مجلس القيادة الرئاسي واظهرت خلافاته للعلن
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – العميد ثابت حسين صالح

ليست فقط تصريحات اللواء الركن فرج البحسني هي التي أخرجت خلافات المجلس إلى العلن، بل أن تلك التبايانات والخلافات قد ولدت مع ولادة المجلس نفسه في السابع من أبريل 2022م.

باختصار شديد يمكن القول ان أزمة مجلس القيادة الرئاسي هي نفسها أزمة الوحدة اليمنية منذ إعلانها بطريقة ارتجالية في 22 مايو 1990م.

تلك التجربة الفاشلة بين الدولتين التي انتهت عمليا وقانونيا بأزمة ثم حرب ١٩٩٤م...أصبح الجنوب محتلا من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية...

 

وفي حقيقة الأمر لم تتحقق هذه الوحدة عمليا منذ البداية لسبب جوهري رئيسي هو أن صنعاء لم تعترف قط بهده الوحدة التي يفترض أنها تشاركية وندية،بل كانت منذ البداية تتصرف على أساس ضم الجنوب وفقا لتصريح الشيخ عبدالله الأحمر "عودة الفرع إلى الأصل".

وإعلاميا تم تكريس مفهوم إعادة "توحيد الوطن" بدلا من مفهوم تحقيق الوحدة بين الدولتين.

 

وكاتب هذه السطور كباحث ومحلل سياسي وعسكري، كان واحدا ممن خاضوا نقاشا مرهقا مع نخب صنعاء، مستندا إلى حجج قانونية ومنطقية وتاريخية عديدة ودامغة...غير إن تلك النخب كانت عقولها قد تبرمحت وتحجرت على أحكام جاهزة ومعتقة.

 

وبينما كانت ما زالت مهازل حوارات الاشتراكي واللقاء المشترك ومن ثم حوار موفمبيك ماثلة للعيان...حاول الشرعيون الجدد تكرار واسقاط هذه التجارب على اتفاق ومشاورات الرياض ومجلس القيادة الرئاسي وملحقاته...

ومنذ بداية الحرب لم يلمس المراقب أو المتابع أي جهد فعلي لمقاومة الحوثيين من قبل من انضموا إلى "الشرعية"، ولا حتى تفكيرا جديا بالعمل الميداني لعودة الشرعية إلى صنعاء.

بل على العكس تماما تم حرف مسار الحرب باتجاه الجنوب بهدف استعادة الجنوب إلى نظام صنعاء -الواقعة أصلا وربما الراضية-تحت سيطرة جماعة الحوثيين.

بينما كان للجنوبيين منذ البداية مسارا اخرا مختلفا تماما هو تحرير الجنوب من الحوثيين ومن كل تواجد عسكري احتلالي يمني، وفي نفس الوقت دعم عمليات التحالف العربي لتحرير الشمال انطلاقا من القواسم والمصالح المشتركة.

 

لكن المعضلة كانت وما زالت تكمن في عدم وجود شريك يمني جاد وصادق، يكون هدفه الأول والأخير مقاومة الحوثيين والعودة إلى صنعاء والتخلي تماما عن المطامع تجاه الجنوب والكف عن تكرار محاولات فرض الوحدة بالقوة وتكرار اسطواناتها المستهلكة. 

كان هناك بصيصا من أمل أن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وخاصة رئيسه الدكتور رشاد العليمي قدر قرأوا التاريخ جيدا وقرروا بشكل قاطع مغادرة ثقافة ونهج نظام ٧/٧ والنظام الملكي السابق والمتجدد تجاه الجنوب.

 

كانت هذه الفرصة متاحة،وكان هذا مربط الفرس ومكمن النجاح ومفتاح الحل، والعكس كان صحيحا أيضا.

فما الذي حدث، وماذا تبقى لدى هذا المجلس...وغيرها من الأسئلة الملحة، سنحاول الإجابة عليها في منشور أو منشورات قادمة بإذن الله.