كتب:علي غزال
في مثل هذا اليوم.. 27 يونيو 2024، غيّب الموت واحداً من رجالات شبوة الأوفياء وعلماً من أعلامها البارزين في الادارة الشيخ/ طالب محمد مهدي السليماني، عميد الإدارة الشبوانية وصاحب السيرة العطرة التي لم يغب عبقها عن المجالس، ولا انطفأ نورها في قلوب محبيه وأبناء مجتمعه.
مرت سنة كاملة على رحيل ابو علي وكأن اللحظة لم تمض بعد. فما زالت كلماته الصادقة، ومواقفه الرجولية، وابتسامته الواثقة حاضرة في ذاكرة من عرفه، وما زال الناس في كل مكان يذكرونه بكل خير، ويترحمون عليه، مستحضرين ماثره ومناقبه وأيامه البيضاء.
كان الشيخ طالب مهدي معروف ورمزاً للادارة وللوفاء والإخلاص، نموذجاً للإداري الحصيف الذي جعل من الوظيفة تكليفاً لا تشريفاً، وعاش حياته خادماً للصالح العام، لا يبتغي من عمله جزاءً ولا شكوراً. كان إذا حمل الأمانة أداها، وإذا وكل إليه أمرٌ أخلص فيه، وإذا حضر مجلساً أضاف إليه سكينة وحكمة ونوراً وبساطه.
كان رجلا وانسانا، لا يرد سائلاً، ولا يخذل محتاجاً، ولا يغلق نقاشه اوحوارة في وجه مظلوم. عرف بكرمه الجم، وتواضعه الكبير، وابتساماته للموظفين وتعاونه مع الجميع، حتى أصبح قبلة للقلوب الباحثة عن النصح، وأماناً للأرواح المتعبة.
كان من القلة الذين تَجتمع على حبهم القلوب، مهما اختلفت التوجهات والآراء، لأن إخلاصه لشبوة كان صادقاً، لا يشوبه طمع في سلطه اومنافع ولا تشوبه مصلحة. عاش ومات نزيهاً، نقياً، تاركاً خلفه سيرة عطرة تروى للأجيال.
رحل الشيخ طالب السليماني، لكنّ أثره باقٍ ومحبته راسخة، ودعوات المخلصين له لا تنقطع، نسأل الله في ذكراه الأولى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويكرم نزله، ويوسع مدخله، ويغسله بالماء والثلج والبرد، ويجزيه عن شبوة وأهلها خير الجزاء.
رحمك الله يااغلى الرجال الى القلب... فقد كنت للوطن خادماً، وللناس معيناً، وللقيم عنواناً.
إنا لله وإنا إليه راجعون.