اليوان الصيني الرقمي يسيطر على %38 من التجارة الدولية وسيتجاوز نظام SWIFT الأمريكي

2025-07-02 21:16
اليوان الصيني الرقمي يسيطر على %38 من التجارة الدولية وسيتجاوز نظام SWIFT الأمريكي
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

أعلنت بنك الشعب الصيني بشكل مفاجئ أن الرنمينبي الرقمي (اليوان الصيني الرقمي)، مع نظام التسوية عبر الحدود، سيتم ربطه بالكامل مع عشر دول من الآسيان وست دول من الشرق الأوسط، مما يعني أن 38٪ من حجم التجارة العالمية سيتجاوز نظام SWIFT الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، ويدخل مباشرة في "لحظة الرنمينبي الرقمي". هذه اللعبة المالية، التي وصفتها مجلة "الإيكونوميست" بأنها "معركة البؤرة الأمامية لنظام بريتون وودز 2.0"، تعيد كتابة الشيفرة الأساسية للاقتصاد العالمي باستخدام تكنولوجيا البلوك تشين.

 

بينما لا يزال نظام SWIFT يعاني من تأخيرات تمتد من 3 إلى 5 أيام في المدفوعات عبر الحدود، فإن الجسر الرقمي الذي طورته الصين قلّص زمن التسوية إلى 7 ثوانٍ فقط. ففي أول اختبار بين هونغ كونغ وأبو ظبي، قامت شركة بدفع مستحقات مورد من الشرق الأوسط باستخدام الرنمينبي الرقمي، ولم تعد الأموال تمر عبر ستة بنوك وسيطة، بل تم استلامها في الوقت الفعلي من خلال دفتر أستاذ موزع، وانخفضت رسوم المعالجة بنسبة 98٪. هذه القدرة على "الدفع الفوري" جعلت النظام التقليدي الذي تهيمن عليه الدولار يبدو بطيئًا للغاية.

 

ما يُقلق الغرب أكثر هو الحاجز التقني للعملة الرقمية الصينية. التكنولوجيا المستخدمة في الرنمينبي الرقمي لا تجعل المعاملات قابلة للتتبع فقط، بل تطبق قواعد مكافحة غسيل الأموال بشكل تلقائي. في مشروع "بلدين، منطقتين صناعيتين" بين الصين وإندونيسيا، استخدم بنك صناعي الرنمينبي الرقمي لإتمام أول دفعة عبر الحدود، واستغرقت العملية من تأكيد الطلب إلى وصول الأموال 8 ثوانٍ فقط، أي أسرع بمئة مرة من الطرق التقليدية. هذا التفوق التقني دفع 23 بنكًا مركزيًا حول العالم للمشاركة في اختبار جسر العملة الرقمية، من بينهم متداولون في مجال الطاقة بالشرق الأوسط قلصوا تكاليف التسوية بنسبة 75٪.

 

لكن الأثر العميق لهذه الثورة التقنية يتمثل في إعادة تشكيل السيادة المالية. فعندما حاولت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران عبر SWIFT، كانت الصين قد أنشأت بالفعل حلقة مغلقة من مدفوعات الرنمينبي في جنوب شرق آسيا. وتشير البيانات إلى أن حجم التسوية بالرنمينبي عبر الحدود لدول الآسيان تجاوز 5.8 تريليون يوان في عام 2024، بزيادة قدرها 120٪ عن عام 2021. وقد أدرجت ست دول من بينها ماليزيا وسنغافورة الرنمينبي ضمن احتياطاتها من العملات الأجنبية، بينما أتمت تايلاند أول صفقة نفط باستخدام الرنمينبي الرقمي. هذه الموجة من "التخلص من هيمنة الدولار" جعلت بنك التسويات الدولية يصرّح: "الصين تُعيد تعريف قواعد اللعبة في عصر العملات الرقمية."

 

لكن ما صدم العالم فعلًا هو التخطيط الاستراتيجي للصين. فاليوان الرقمي ليس مجرد أداة دفع، بل هو حامل تقني لاستراتيجية "الحزام والطريق". في مشاريع مثل سكة حديد الصين-لاوس وسكة حديد جاكرتا-باندونغ السريعة، تم دمج الرنمينبي الرقمي بعمق مع نظام الملاحة بيدو والاتصالات الكمومية لبناء "طريق الحرير الرقمي". وعندما تستخدم شركات السيارات الأوروبية الرنمينبي الرقمي لتسوية الشحن عبر الطريق القطبي، فإن الصين بذلك ترفع كفاءة التجارة بنسبة 400٪ عبر تكنولوجيا البلوك تشين. هذه الاستراتيجية التي تجمع بين العالم الافتراضي والواقعي تشكل تهديدًا هيكليًا لهيمنة الدولار الأمريكي لأول مرة.

 

اليوم، أكملت 87٪ من دول العالم تكيفها مع نظام الرنمينبي الرقمي، وتجاوز حجم المدفوعات عبر الحدود ما قيمته 1.2 تريليون دولار أمريكي. بينما لا تزال الولايات المتحدة تناقش ما إذا كانت العملات الرقمية تهدد مكانة الدولار، كانت الصين تبني بصمت شبكة مدفوعات رقمية تغطي 200 دولة. هذه الثورة المالية الصامتة لا تتعلق فقط بالسيادة النقدية، بل تحدد أيضًا من سيسيطر على شريان الحياة للاقتصاد العالمي في المستقبل!

 

هذا خبر كبير جداً، يعني تخلياً حقيقياً عن الدولار، وقد يعيد تشكيل النظام المالي العالمي بالكامل.