لو قمنا بحسبة بسيطة، سنعرف ان الجنوبيين العاملين في امبراطوية بيت هايل سعيد يشكلون اقلية الأقلية، وأن كل المصانع والمعامل والمتاجر الموجودة في الجنوب لا تفيد المواطن الجنوبي بشيء ، مقابل ما تتمتع به هذه الإقطاعية التجارية من امتيازات وتسهيلات كبيرة، ولو تتبعنا نظامها المالي لوجدناه يصب في مصلحة الح..ثي في صنعاء عبر توريد المواد والأموال اليهم.
من لاحظ او قراء بيانهم الأخير الممتليء غطرسة بشأن رفضهم تخفيض اسعار السلع التي يبيعها سيفهم ان هذه المنظومة الجشعة لا تبالي بأي حال من الأحوال بوضع المواطن، وان نهمها في تكديس الملايين لا حدود له ، وأنها تعتقد انها فوق النظام والدولة والحقوق .
ربما غفر الجنوبيين لهذه المؤسسة الجشعة تاريخها العفاشي الخسيس، وربما تناسوا دعمها إلا محدود لبيت عفاش ليشد من قبضته الفاسدة على كل مفاصل الحياة ، ولكن ان يستمر هذا العداء والتعالي من تلك الإقطاعية تجاه الجنوبيين حتى الان ، فهنا عليه ان يعي بان الوضع اختلف وان الزمان غير الزمان، يستطيع المواطن الجنوبي من تحول هذه الاقطاعية الى حالة هامشية لو بدء فعليا بمقاطعتها واستبدال منتجاتها بأخرى.
وهنا نستدعي رأسمال الجنوبي حتى يغير وعيه التجاري من بناء المجمعات التجارية الى السلع الإستهلاكية التي لها مردود مالي سريع وجيد ، فالناس لا تستغني عن الدقيق أو الفاصوليا بينما يمكن الاستغناء عن الذهاب الى المجمعات التجارية .
اوقفوا اقطاعية هايل سعيد عند حدها فقد تمادت كثيرا .