واحد بيسأل: هو ليه السلفيين ماعادوش يأمروا الناس بالصلاة زي الأول؟
*- شبوة برس – السفير سامح عسكر
اختفوا تماماً من الشارع، حتى الفضائيات معادوش يركزوا على الموضوع، وخُطبهم انشغلت بحاجات تانية أكتر من صلاة الجماعة والمسجد.
للأمر عدة أسباب:
أولاً: انهيار المشروع السياسي الذي كانوا يحملونه. بالأصل صلاة الجماعة والحض عليها في كتب التراث والذهاب إلى المسجد، كان عن دوافع سياسية في العصر الأموي، حيث كانت الصلاة في المساجد علامة للولاء السياسي للزعماء في وقت كانت تنتشر فيه الحروب الأهلية والصراع بين الخلفاء والأمراء والقبائل.
المساجد وقتها كانت ضراراً ومكاناً للحشد السياسي والطائفي والعشائري، أبرزها شتائم فقهاء وخطباء الأمويين للإمام علي بن أبي طالب وعائلته وقبيلة بني هاشم بالعموم.
ثانياً: انهيار أو ضعف الدعم المالي القادم لهم من الخليج، فقد تسبب هذا المنع المالي في خفض الحماس وانتشار الفردية وقلة العمل الجماعي، وأسباب هذا المنع متعددة أشهرها أن الخطاب السلفي الحالي أنتج عنفاً دينياً وطائفياً هو الذي صنع داعش والقاعدة والجماعات السياسية، فتحلل الداعمون وتوقفوا مع بدء الحرب العربية على الإرهاب.
ثالثاً: سيطرة الأشاعرة والمتصوفة على المساجد والمنابر خصوصاً في مصر.
هم كانوا يحضون الناس على الجماعة وصلاة المسجد لأنهم كانوا يسيطرون على المساجد والمنابر في عصر مبارك، يعني الموضوع كان سياسياً، ولو تتذكروا دعاء الشيخ الإخواني محمد جبريل المشهور، (اللهم حببنا في صلاة الجماعة) وشريط محمد حسين يعقوب (لماذا لا تصلي) ، ده لأن وقتها كان الإخوان والسلفية يسيطرون على المساجد، فكان لازم الناس تروح علشان يسمعوهم ويجندوهم ويأثروا عليهم.
حاليًا بسيطرة الأشاعرة والمتصوفة على المساجد انقلب السحر على الساحر وصار كل من يذهب إلى المسجد للصلاة يقع تحت تأثير الأشاعرة وانتشار الفكر الأشعري، وسوف تستغرب إذا علمت أن العديد من السلفيين ونسبة كبيرة منهم باتت تصلي في منازلهم، ولم يعودوا يذهبون للمساجد مثلما كان يحدث قديماً.