مفاهيم (استعادة الدولة، تقرير المصير، فك الارتباط، والاستقلال) كلها ترتبط بمسائل الهوية الوطنية والسيادة السياسية والدولة، لكنها تحمل دلالات مختلفة…رغم ترابطها وتكاملها في معظم الحالات.
ولنبدا بمفهوم “تقرير المصير”: هو الحق الذي ينص على أن للأمم والشعوب الحق في تحديد مصيرها دون تدخل خارجي. ويُعتبر مبدأً أساسيًا في القانون الدولي، على سبيل المثال: حق شعب أو قومية معينة في تحديد مستقبلهما السياسي، سواء بالاستقلال التام أو بالاندماج مع دول أخرى.
٢- “استعادة الدولة”: هو مفهوم يشير إلى الجهود المبذولة لإعادة بناء أو استعادة سلطة دولة كانت قائمة سابقًا، ثم فقدت سيادتها أو وجودها بسبب صراع داخلي أو احتلال، وتحمل هدفين: تحرير وطن من الاحتلال أو إعادة تأسيس حكومة شرعية بعد انقلاب أو صراع أهلي.
وسنجد أن الجنوبيين كانوا منذ حرب ١٩٩٤م بل وما قبلها أيضا كانوا قد سعوا إلى تحرير الجنوب من سيطرة اليمن (الشمال) واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كما كانت قبل إعلان ٢٢ مايو ١٩٩٠م…بينما تحتاج ما سميت بالسلطة الشرعية التي أنقلب عليها الحوثيون في صنعاء إلى استعادة السيطرة أو السلطة التي كانت لها على صنعاء ومحافظات الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون منذ انقلاب ٢٠١٥م.
٣- مفهوم “الاستقلال”: يعني الحصول على السيادة الكاملة والحرية، حيث تصبح دولة غير خاضعة لسلطة خارجية، على سبيل المثال: إعلان دولة جديدة كدولة مستقلة بعد فترة من الاستعمار أو الاحتلال كما حصل مع “الجنوب العربي” عام ١٩٦٧م.
٤- واخير فإن مفهوم “فك الارتباط” يعني فك الوحدة الهيكلية والوظيفية لمؤسسات موحدة بين دولتين أو دول عدة، كما تعني رسم الحدود الفاصلة بين الدولتين تمهيدا لان تتحقق لكل دولة سيادتها الخاصة،فيكون لها نظام حكمها الخاص ورقعتها الجغرافية الخاصة.
ولا بد ان نشير إلى ضرورة عدم الخلط بين الاستقلال وفك الارتباط إذ ان الاستقلال هو الخروج عن سيطرة مستعمر أو محتل فرض بالقوة على دولة ما، بينما فك الارتباط يأتي اثر اتفاق او معاهدة موقعة من جانب الدولتين أو الدول الموحدة ، كما حصل في تجربة الوحدة بين مصر وسورية في اطار “الجمهورية العربية المتحدة ” أو جمهوريتي التشيك وسلوفاك والاتحاد اليوغسلافي.
كما أن تقرير المصير قد يفضي إلى تحقيق الاستقلال كما حصل مع جنوب السودان وارتيريا وكوسوفو وتيمور الشرقية وايرلاندا، وهو ما قد يحصل مع ايرلندا الشمالية واقليم الباسك والصحراء الغربية…الخ.
وفي حالة الجنوب فأنا اميل إلى تحديد الهدف بفك الارتباط والذي سيفضي بالضرورة إلى الاستقلال التام…على غرار تجربة الوحدة بين مصر وسورية التي انتهت عام ١٩٦١م عن طريق فك ارتباط سلس وسلمي