*- شبوة برس – مصعب عيديد
في حضرموت التي تمر بمرحلة حساسة من التجاذبات السياسية والاقتصادية، برز خلال الأيام الماضية بيان صادر عما يُعرف بحلف قبائل حضرموت، حمل نغمة تبريرية واضحة كشفت حجم التراجع والانكسار بعد فشل رهاناته السابقة ومحاولاته المتكررة لفرض نفوذه تحت شعارات حقوقية لا تمت للواقع بصلة.
البيان الذي جاء تحت عنوان “توضيح” لم يحمل أي توضيح فعلي، بل كشف عن خيبة سياسية عميقة وتحول واضح في الخطاب من نبرة التهديد والوعيد إلى لغة ناعمة تحاول تبرير الانسحاب وتجميل الموقف بعد أن سقطت كل أوراق الضغط. فعبارات مثل “بادرنا للتجاوب” و“أبدينا حسن النية” بدت كاعتراف غير مباشر بفشل سياسة التصعيد التي انتهت إلى طريق مسدود.
المتابعون للشأن الحضرمي رأوا في البيان مؤشراً على نهاية ورقة الابتزاز التي حاول الحلف من خلالها خلق مساحة نفوذ وهمية، بينما تجاهل البيان عمداً جوهر الخلاف الحقيقي الذي ظل يتستر خلف الشعارات. فقد أكدت مصادر محلية أن الخلافات الداخلية بين قيادات الحلف تفجرت مؤخراً بعد فشل كل محاولات تمرير مصالح خاصة تحت غطاء “المطالب الحقوقية”، الأمر الذي أدى إلى انقسام صفوفه وتبادل الاتهامات حول من تسبب في انهيار المشروع.
الشارع الحضرمي لم يتأخر في كشف اللعبة؛ إذ عبّر الكثير من الناشطين عن سخريتهم من البيان الأخير، معتبرين أنه إعلان صريح عن سقوط الحلف سياسياً وشعبياً. فقال الناشط يوسف العمودي: “الاتفاق سقط، ولم يبقَ للحلف سوى التصريحات الإعلامية”، فيما علّق سالم علي بالقول: “ربما يعودون لشعارات الحكم الذاتي بعد أن فشلت الصفقات المادية”. أما عبدالعزيز بن حميد فأكد أن “من يلهث سنوات وراء المكاسب لا يمكن أن يكون صادقاً في ادعاء الدفاع عن حضرموت”، واختصر ياسر البريكي الموقف بقوله: “الحلف انكشف، واتضح أنه يدور حول مصالح شخصية بحتة”.
خلاصة المشهد أن ما يُسمى بحلف قبائل حضرموت يعيش اليوم مرحلة تآكل داخلي وانحسار سياسي بعد أن سقطت رهاناته وانكشفت أوراقه أمام الرأي العام. فالمشروعات التي بُنيت على الابتزاز والمساومة لا تصمد طويلاً، والوعي الحضرمي كفيل بفرز الغث من السمين وكشف من يتاجر باسم حضرموت ومن يعمل بصدق من أجلها.