الخطر السكاني: لماذا يهدد ضم مناطق يمنية هوية الجنوب العربي؟

2025-10-11 13:57
الخطر السكاني: لماذا يهدد ضم مناطق يمنية هوية الجنوب العربي؟

ملايين اليمنيين.. أي محافظة جنوبية ستتسع لهم

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الخطر الديمغرافي القادم على الجنوب العربي

 

*- خاص لـ "شبوة برس"

تُطرح في الآونة الأخيرة أفكار ومقترحات حول ضم بعض المناطق اليمنية مثل تعز ومأرب إلى الدولة الجنوبية القادمة، تحت مبررات مختلفة، منها ما هو سياسي أو اقتصادي أو حتى جغرافي. غير أن هذه الفكرة، في جوهرها، تحمل مخاطر كبيرة على مستقبل الجنوب وهويته الديمغرافية والاجتماعية والسياسية.

 

الجنوب العربي اليوم لا يتجاوز تعداده السكاني خمسة إلى ستة ملايين نسمة، بينما يعيش على أرضه أكثر من سبعة ملايين نازح ومستقر من المحافظات اليمنية. هذا وحده كافٍ ليخلق اختلالًا واضحًا في التوازن السكاني والاقتصادي داخل الجنوب. فكيف سيكون الحال إذا ما أضيف إليهم ما يزيد عن اثني عشر مليون يمني من محافظات إب وتعز ومأرب وتهامة؟

 

النتيجة واضحة وخطيرة: سيتحول أبناء الجنوب إلى أقلية داخل وطنهم التاريخي، وستضيع خصوصيتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية تحت ثقل الكثافة السكانية القادمة من الشمال. ومع مرور الزمن، سيتبدل شكل المجتمع الجنوبي، وستتغير ملامحه في الإدارة والوظيفة العامة والتعليم والسوق وحتى في القرارات السياسية العليا.

 

الخطر هنا ليس عدديًا فحسب، بل اقتصادي أيضًا. فالموارد المحدودة في الجنوب لن تكفي هذا العدد الضخم من السكان، وسيتحول الضغط الاقتصادي إلى عبء دائم على الدولة الجنوبية الوليدة، فتفقد قدرتها على النهوض والاستقرار.

 

إن الحفاظ على التوازن الديمغرافي ضرورة وطنية لحماية الهوية الجنوبية وضمان استقلال القرار السياسي والاقتصادي. الدولة القادمة يجب أن تُبنى على أسس العدالة والمواطنة، لكن دون إغفال حق الجنوب في الحفاظ على خصوصيته الديمغرافية والاجتماعية التي تشكل جوهر وجوده وتميّزه.

رأي المحرر السياسي لــ "شبوة برس"