لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة.. "حضرموت جزء من الجنوب العربي"

2025-10-17 08:56
لجنة تصفية الاستعمار للأمم المتحدة.. "حضرموت جزء من الجنوب العربي"
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

اتحاد الجنوب العربي بين الأمس واليوم

 

*- شبوة برس – مندعي ديان

شبه الجزيرة العربية كانت قبل 150 سنة قبائل عربية صغيرة ومتفرقة، ولا توجد شبه دولة إلا المملكة المتوكلية الهاشمية في اليمن، أما الجنوب العربي فكان مستعمرة بمعاهدات حماية، ومكوّنًا من 23 سلطنة ومشيخة، أقل عمر لإحداها 600 سنة.

 

الإنجليز حكموا نصف العالم لأنهم كانوا يراعون تاريخ التجمعات السكانية وتركيبها وعاداتها وتقاليدها، ولم يحددوا دول الخليج الست واتحاد الجنوب العربي إلا بجهود عشرات السنين المتنوعة، ومنها دراسات وجهود تاريخية وسكانية وعلمية. وقد صادقت على النتيجة — الدول الجديدة (بما فيها اتحاد الجنوب العربي) في شبه الجزيرة العربية — لجنة تصفية الاستعمار بجنيف، وهي اللجنة الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة، وكان من نتائج عملها إعلان استقلال كثير من دول العالم.

 

لجنة تصفية الاستعمار بجنيف قررت في عام 1966م مصير 23 سلطنة ومشيخة في اتحاد واحد هو اتحاد الجنوب العربي، ولم توافق حتى على فصل حضرموت التي لم تنضم إلى الاتحاد بسبب أنها لم تُعطَ دورًا فيه يناسب حجم سكانها ومساحتها، بسبب تسيد سلطنتي دثينة والعوالق وعدن على الاتحاد.

 

لقد اعتبرت اللجنة المذكورة والحكومة البريطانية أن حضرموت جزء من الجنوب العربي. وحتى عندما ذهب السلطان القعيطي ووفد حضرمي رفيع إلى جنيف، قالت له تلك اللجنة: حضرموت جزء من الجنوب العربي، وإذا لم تتفقوا مع بقية الجنوب العربي فيمكن أن يُجرى استفتاء في حضرموت بعد ذلك، وأعطته اللجنة الدولية لتصفية الاستعمار ذلك خطيًا.

 

وعندما كان السلطان القعيطي والوفد الحضرمي عائدين بباخرة إلى المكلا، توقفوا في البحر إثر الأنباء التي وردت إليهم بأن حضرموت سقطت بيد الجبهة القومية مثلها مثل بقية مناطق الجنوب العربي دون أن تسيل قطرة دم واحدة، فقرأ رسالة جنيف المذكورة وسافر بعيدًا، وما زالت في جيبه.

 

إن أبناء عدن والجنوب العربي سيحملون المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية الكاملة عن أي تشرذم قد يحدث في الأرض أو السكان للسلطنات والمشيخات الـ23 التي تشكل اتحاد الجنوب العربي، لأن مثل هذا التشرذم خروج عن المسار التاريخي والواقعي، وسيسبب اضطرابات كبيرة إلى جانب الاضطرابات التي نعيشها الآن.