التحول من الفعل الثوري إلى بناء الدولة.. معركة الوعي قبل القرار
شبوة برس – خاص
قال الدكتور عبدالله عبدالصمد، في مقال نشره تحت عنوان «الثورة بين استمرار الهدف وعبء التنظيم»، إن الثورات تمرّ عادة بلحظات مفصلية بين اندفاعها نحو التغيير وتآكل بنيتها من الداخل، مشيرًا إلى أن التجربة الجنوبية تعيش هذه المرحلة الحساسة التي تتقاطع فيها معركة التحرير مع تحديات بناء تنظيم سياسي قادر على حماية منجزات الثورة وتحويلها إلى مشروع دولة.
وأوضح عبدالصمد في مقاله الذي أطلع عليه محرر "شبوة برس" أن الخطر الحقيقي على أي ثورة لا يأتي من العدو الخارجي فقط، بل من حالة "اللا دولة" و"اللا ثورة" التي تتسبب بتشتيت القيادات وتآكل التنظيم من الداخل، عندما تغيب الرؤية وتتراجع المراجعة والمساءلة.
وأشار إلى أن تكرار عمليات إعادة الهيكلة دون معالجة جذور التهميش أو غياب الشفافية لا يُنتج تطويرًا حقيقيًا، بل يتحول إلى أداة لتفكيك التنظيم وإضعاف شرعيته الثورية، لافتًا إلى أن كثيرًا من المناضلين يشعرون بأنهم خارج دائرة القرار، فيما تُمنح المناصب لأشخاص بلا كفاءة أو تاريخ نضالي.
وأضاف أن هذا الواقع يُحوّل التنظيم من أداة قيادة إلى عبء، ويُعمّق الفجوة بين القيادة والقاعدة، مؤكدًا أن إنقاذ الثورة الجنوبية يتطلب مراجعة شجاعة تُعيد الاعتبار للمناضلين الحقيقيين وتُفعّل دور الطاقات الوطنية المؤمنة بالمشروع الجنوبي.
وحذّر عبدالصمد من أن استمرار الانقسامات داخل التنظيمات الجنوبية يفقدها الفاعلية، ويُحوّلها إلى كيانات شكلية عاجزة عن التأثير أو صناعة القرار، فيما يتزايد الضغط الشعبي وتُطرح الأسئلة المؤلمة عن الاتجاه والمصير.
وشدّد على أن استمرار الفعل الثوري ضرورة وطنية، لأن أي تراجع في الأداء السياسي أو الميداني يُضعف موقف الجنوب أمام الإقليم والعالم، مؤكدًا أن فرض واقع جنوبي قوي وموحّد على الأرض هو الطريق الوحيد لجعل المجتمع الدولي يصغي لصوت الجنوب ويعترف بحقوقه.
وختم الدكتور عبدالله عبدالصمد بالقول إن المرحلة تتطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة عملية تصحيح داخلية حقيقية تُعيد الثقة للمناضلين، وتفتح المجال لشراكة واسعة مع كل القوى الجنوبية المؤمنة بالاستقلال، مضيفًا أن “الثورة مستمرة، لكن الحفاظ على جذوتها مرهون بقدرتنا على إدارتها بوعي، والتحول من الثورة إلى الدولة دون أن نفقد الهدف أو نفقد بعضنا”.
#الثورة_الجنوبية، #المجلس_الانتقالي_الجنوبي، #الجنوب_العربي، #التحرير_والاستقلال، #شبوة_برس