محلل سياسي: الجنوب نجا من الحرق واتفاق الرياض اعتراف بصموده
شبوة برس – خاص
قال المحلل السياسي في "قناة سكاي نيوز عربية" والكاتب الصحفي "هاني مسهور"، في تغريدة على منصة إكس رصدها محرر شبوة برس، إن اتفاق الرياض لم يُسقط سهوًا من مخرجات حوار صنعاء، بل أُسقط عمدًا كما تُسقط ورقة فاسدة من تاريخ ملوّث، مؤكدًا أن الحوار الذي جمع القوى اليمنية آنذاك لم يكن مشروع دولة بل حفلة انتحال لوطن مسروق.
وأوضح مسهور أن "اليمن" خرج من ذلك الحوار أكثر شراهةً فيما خرج الجنوب أكثر احتراقًا، مشيرًا إلى أن محاولة إحراق الجنوب في لهب ما يسمى "الربيع العربي" انتهت باشتعال صنعاء وسقوط جمهوريتها، بينما بقي الجنوب وحده يتنفس من بين الرماد كجسد يرفض التحلل.
وأضاف أن اتفاق الرياض لم يُولد من بيان ولا من لجنة، بل من جغرافيا تعبُرها البنادق ورجال يعرفون ثمن الأرض، وكان اعترافًا صامتًا بأن الجنوب لم يعد ملحقًا في دفتر صنعاء، وأن قضيته عادت لتفرض لغتها على الخرائط لا على المنابر.
وأكد "مسهور" أن الجنوب الذي أراده خصومه هامشًا صار هو المتن، والذي أرادوه رمادًا صار هو الشرارة، لافتًا إلى أن انتصار الجنوب لم يكن باتفاق بل بانكسار خصومه في مرآة الوهم، وأن من لا يدرك ذلك عليه أن ينظر إلى الجنوب اليوم كفكرة نجت من الحرق وسيف خرج من غمد الصبر.
وأشار إلى أن المعركة المؤجلة في اليمن هي معركة التعريفات الكبرى، حيث يرى أن الإخوان والحوثيين وجهان لعملة واحدة، وأن أحزاب اليمن مجرد أدوات في لعبة تجميل الاحتلال اليمني للجنوب.
وختم مسهور بالقول إن ما بعد تحرير عدن عام 2015 والمكلا عام 2016 شهد تحالفات غادرة لإفشال هزيمة أذرع الإسلام السياسي، معتبرًا أن اتفاق الرياض لم يكن سوى لحظة اعتراف منقوصة بمنح الجنوب جزءًا يسيرًا من استحقاق "الاستقلال الثاني".