يمننة الجنوب.. تآمر مستمر وخنق للهوية الوطنية

2025-11-07 18:05
يمننة الجنوب.. تآمر مستمر وخنق للهوية الوطنية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

كتب الأستاذ "سالم فرتوت" أن مسألة التآمر اليمني على الجنوب العربي تمثل سلسلة من الخطوات المتلاحقة التي هدفت إلى إضعاف مشروع الدولة الجنوبية وابتلاع هويته الوطنية، من لحظة الهجرة اليمنية إلى أرض الجنوب في ظل الاحتلال البريطاني وحتى تحوّل الصراعات الداخلية إلى أداة لإدامة التجزئة والإقصاء.

 

قال فرتوت إن موجات الهجرة اليمنية التي جاءت بحثاً عن الرزق لم تقف عند حد العمل والكسب، بل استُغلت سياسياً عبر دخولها في تنظيمات قومية وبعثية واممية تجاوزت الانتماء المحلي وحولت الجدل المدني إلى ساحة للصراع على الهوية. أوضح أن هذه القوى اليمنية، بدعم من بعض العنصر الجنوبي، سرعان ما حولت قضية الجنوب إلى امتداد لمشاريع وطنية أخرى تهدف لإذابة الكيانات الجنوبية.

 

شرح الكاتب كيف أن بريطانيا كانت على موعد مع قرار منح الاستقلال للجنوب في يناير 1968، لكنه لم يكتمل بسبب انقلاب سياسي مسلح بقيادة الجبهة القومية التي تبنت تسمية ومشروع "اليمننة" للجنوب، ما أدى إلى قطيعة بين ما كان سيشكل دولة جنوبية مستقلة وبين مشروع جديد فرض عليه هوية مغايرة. وأضاف أن الجبهة القومية ضمنت في وثائقها ومنطلقاتها نفي حق الجنوبيين في دولة مستقلة، وهو ما مثل بداية تمرير مخطط أكبر لإضعاف كيان الجنوب.

 

تابع محرر "شبوة برس" ما طه "فرتوت" أن الموجة التآمرية الثانية كانت عن طريق تجميد تطور الجنوب عبر فرض مشروع يساريّ مؤدلج قادته تيارات يمنية وجنوبية سهلة الانقياد، فأدخل الجنوب في دوائر صراع على السلطة أفضت إلى انقسام داخلي وحروب أهلية صغيرة أخرت أي مسعى لبناء دولة مستقرة وقادرة على إدارة ثرواتها لصالح شعبها.

 

أوضح الكاتب أن هذه السياسات لم تكتف بتصدير أيديولوجيا وحشد ميليشيات، بل سعت إلى تحويل المؤسسة السياسية إلى ساحة صراع دائم، ما ركّز ثروات الجنوب في قبضة قوى محدودة وحرم المجتمعات المحلية من التنمية والبناء. وأضاف أن التجربة الأخيرة في تسليم قرار الجنوب لأطراف خارجية أو محلية متواطئة كان تتويجاً لمرحلة طويلة من الخداع والمناورات.

 

قال فرتوت إن الوقائع التاريخية تثبت أن كثيراً من مشاريع "الوحدة" أو "التوحيد" التي فرضت على الجنوب لم تنطلق من رغبة حقيقية في شراكة متوازنة، بل من حسابات جيوسياسية ومصالح إقليمية ودولية استغلت هشاشة المؤسسات الجنوبية وظرفية رحيل الاستعمار. وأكد أن النتيجة كانت تمزيقاً متعمداً لبنية المجتمع الجنوبي السياسية والاقتصادية.

 

ختم الكاتب بأنه لا خلاص للجنوب إلا بإعلاء مبدأ الحق في تقرير المصير وبإعادة بناء مؤسسات تمثل شعب الجنوب وتدافع عن مصالحه، وأن مواجهة سياسات التآمر تتطلب وعيّاً تاريخياً يجمع على صون الهوية والحقوق الوطنية بعيداً عن مشاريع تُفرض من الخارج أو تُقوّض من داخل البلد.

 

محرر شبوة برس