ظلم بعض قضاة محاكم لحج…تجاوز حدّ الاحتمال

2025-11-25 22:17

 

ما هكذا تدار العدالة يا قضاة محاكم محافظة لحج. لقد انحرفت البوصلة في زمن تتلاطم فيه الأزمات من كل اتجاه، حتى أصبح المواطن يعيش أصعب أيامه سياسياً واقتصادياً ومعيشياً وأمنياً.

ولكن المؤلم حقاً أن تتحول السلطة القضائية التي وجدت لتنصف المظلوم وترد الحقوق إلى ساحة يختلط فيها الحق بالباطل، ويضيع فيها صوت الضعيف بين تسويف وإهمال وتلاعب لا يليق بمقام العدالة.

منذ أن نزلت الكتب السماوية وجدت المحاكم لتكون ميزان الحق على هذه الأرض، لكننا اليوم نقف على حافة واقع يعيدنا إلى زمن الغاب، زمن قتل فيه قابيل أخاه هابيل، عندما بدأ الظلم أولى خطواته على وجه البشرية.

لقد أصبح الفساد والخداع والفكر المضلل واقعاً مؤلماً ينهش المجتمع، حتى كاد الناس يفقدون الثقة بكل منظومة يفترض بها حماية حقوقهم.

كنا بالأمس نرفع الصوت ضد النظام السابق متوهمين أن الظلم مجرد سمة عابرة، فإذا بنا اليوم نرى ظلماً أشد مرارة، يمارس لا من طواغيت السلطة وحدهم، بل للأسف من بعض من كلفوا بتحقيق العدل وإنصاف الضعفاء.

لقد صار الظلم عند البعض وسيلة، وغايته سلب الحقوق وتأجيل القضايا والتلاعب بها، حتى بات المواطن في محافظة لحج يعيش مأساة يومية أمام أبواب المحاكم.

إنني أوجه كلامي إلى مجلس القضاء الأعلى وإلى كل ذي عقل وضمير:

نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب فقط بعدل يعيد للناس ثقتهم، ويكفّ عنهم قهراً ما عاد يحتمل.

إن السكوت عن الباطل جريمة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره…". وإن عجزنا عن التغيير باليد واللسان، فإن أقل الإيمان أن نظهر رفضنا لهذا الظلم.

لقد شاعت في محاكم محافظة لحج ممارسات مؤلمة:

تسويف في قضايا الأراضي، تلاعب بملفات المواطنين، تعطيل متعمد، مما يدفع الناس دفعاً إلى الحقد والاقتتال والفتن. فمن المستفيد من ذلك؟ ولأي غاية يترك المواطن ليقهر ويتحسر على حقه وهو يرى القانون يهان أمام عينيه؟

يقول الله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

فهل مات الضمير؟ وهل غابت الأخلاق؟ وأي عدل يمكن أن ننتظره إذا أصبح من بيده الحكم هو الظالم والقاضي والجلاد في آن واحد؟

لقد آن الأوان لإصلاح جذري يعيد الاعتبار للقضاء وللعدالة ولحقوق الناس. فالمواطن في لحج لم يعد يحتمل مزيدًا من القهر، ووجوه البائسين التي نراها كل يوم خير شاهد على حجم الألم والظلم الذي يتجرعونه.

 

✍️ ناصر العبيدي