بيان الحزب الاشتراكي محاولة جديدة لإحياء خطاب الجبهة القومية ضد الجنوب العربي

2025-12-11 06:09
بيان الحزب الاشتراكي محاولة جديدة لإحياء خطاب الجبهة القومية ضد الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

رصدت شبوة برس مضمون البيان الصادر عن الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي واتحاد القوى الشعبية، وقيّمت ما ورد فيه بوصفه امتدادًا لخطاب سياسي قديم جرى استخدامه تاريخيًا لإضعاف الجنوب العربي وتشويه خياراته الوطنية. وتبيّن من القراءة أن هذه الأحزاب تعيد إنتاج الدور ذاته الذي مارسته الجبهة القومية بعد الاستقلال حين تحولت من حركة تحرر إلى قوة قمعية دمرت البنية الاجتماعية الجنوبية، وتسببت في قتل عشرات الآلاف من خيرة رجال الجنوب، ثم فرضت عليه هوية يمنية على حساب هويته العربية الجنوبية.

 

وتشير متابعة شبوة برس إلى أن الحزب الاشتراكي، الذي ورث مشروع الجبهة القومية، هو ذاته الذي دفع الجنوب إلى وحدة قسرية مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990، وهي وحدة جلبت الحرب والقتل والدمار والنهب والفقر الذي ما يزال الجنوبيون يعيشون تداعياته حتى اليوم. واليوم يعود الحزب الاشتراكي بخطاب مشابه، محاولًا تصوير القوات الجنوبية كقوة خارجة عن الشرعية، وتبرئة القوى اليمنية من دورها المباشر في صراع حضرموت والمهرة وعدن.

 

وتؤكد الدراسة التحريرية لشبوة برس أن البيان يسعى لإضعاف الانتصارات الجنوبية الأخيرة في حضرموت والمهرة، ويدعو صراحة إلى إخراج القوات الجنوبية من أراضيها الطبيعية وتمكين أجهزة ارتبطت تاريخيًا بمراكز النفوذ اليمنية، مع تجاهل كامل لحقوق الجنوب السياسية والتاريخية التي ثبتتها التضحيات على مدى ثلاثة عقود.

 

كما يظهر من تقييم محرري شبوة برس أن هذه الأحزاب تحاول استعادة حضورها عبر خطاب يرفض الاعتراف بالواقع الجديد على الأرض، ويريد إعادة الجنوب إلى مرحلة ما قبل 2015 حين كانت السلطة اليمنية تفرض رؤيتها على الجنوب دون شراكة ودون احترام لإرادة أهله. الحزب الاشتراكي الذي غيّر هوية الجنوب في الستينيات، وسلّمه للوحدة في التسعينيات، يحاول اليوم استعادة الدور ذاته عبر مطالب تتعارض مع إرادة الشارع الجنوبي ومع الحق الطبيعي لشعب الجنوب في إدارة أرضه ومصيره.