أمين عام الأمم المتحدة تؤكد: قضية شعب الجنوب مفتاح السلام المستدام في اليمن

2025-12-19 08:45
أمين عام الأمم المتحدة تؤكد: قضية شعب الجنوب مفتاح السلام المستدام في اليمن
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - عدن

في تحليل شامل لمضمون إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رصده محرر "شبوة برس": أبرز د. أمين العلياني أن قضية شعب الجنوب العربي تمثل المفتاح الواقعي لتحقيق السلام المستدام في اليمن. فقد أكّد غوتيريش، بلغة سياسية دقيقة، على أن أي تسوية ناجحة لا يمكن أن تقوم على تجاهل حقوق شعب الجنوب، مشددًا على أن الاعتراف بالقضية الجنوبية هو المدخل الحقيقي لأي حل عادل ومستدام. وأوضح الأمين العام أن تجاوز هذه القضية سيؤدي إلى استمرار التصعيد والفشل في إحلال الاستقرار، بينما الاعتراف بها يفتح الباب أمام تسوية شاملة وقائمة على العدالة.

 

وأشار العلياني إلى أن تصريحات غوتيريش لم تكن مجرد خطاب دبلوماسي تقليدي، بل جاءت متوافقة مع الواقع الميداني والقوى الفاعلة على الأرض. فالأمم المتحدة لاحظت الإنجازات الأمنية والاستقرار النسبي الذي أحرزه الجنوب، ومكافحة الإرهاب، وهو ما يربط شرعية التمثيل السياسي بالقدرة على حماية الأرض والشعب. بهذا الصدد، يصبح المجلس الانتقالي الجنوبي كيانًا يمثل إرادة شعبية واسعة، يجمع بين النضال السلمي والمقاومة المسلحة، ويعبّر عن تطلعات المجتمع الجنوبي بمختلف مكوناته، بما في ذلك المرأة والشباب.

 

كما أكد العلياني أن تقرير المصير لم يعد مطلبًا حقوقيًا فقط، بل ضرورة جيوسياسية واستراتيجية. فالجنوب اليوم يمتلك القدرة على حماية مصالحه الإقليمية والدولية ومكافحة الإرهاب، وهو بالتالي شريك لا غنى عنه في أي مسار سلام مستقبلي. وأي محاولة للتسوية تتجاهل هذا الحق ستكون هشة ومعرضة للفشل، إذ إن الأرض والقوة الشعبية الحقيقية هي الضمان الرئيس لاستمرارية الحل.

 

وشدد التحليل على أن تصريحات غوتيريش تميّز بوضوح بين الأطراف الفاعلة على الأرض، التي تملك الدعم الجماهيري والقدرة على التنفيذ، وبين من فقدوا تأثيرهم وشرعيتهم الشعبية، مؤكدةً أن أي تفاوض أو تسوية يجب أن يكون بين الأطراف الفاعلة فقط، وهذا يضع المجلس الانتقالي الجنوبي في قلب أي عملية تفاوضية، باعتباره ممثلًا شرعيًا للشعب الجنوبي.

 

وفي ختام التحليل، يرى د. العلياني أن الإحاطة الأممية أرسلت رسالة واضحة للرعاة الدوليين والإقليميين: لم يعد يمكن الاعتماد على الحلول الترقيعية أو إدارة الأزمة المؤقتة. فالسلام المستدام لن يتحقق إلا بالاعتراف العادل بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، بما يضمن معالجة جذور الصراع ويؤسس لدولة جنوبية مستقلة ذات سيادة. هذا الاعتراف الدولي والإقليمي المتزايد يعزز من فرص الاستقرار الإقليمي، ويحوّل قضية الجنوب من مسألة داخلية إلى معيار عالمي للسلام والعدالة.