العليمي يفقد النصاب السياسي ويغرق مجلس القيادة في فراغ قاتل

2025-12-29 07:28
العليمي يفقد النصاب السياسي ويغرق مجلس القيادة في فراغ قاتل
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

لم يعد ما يعيشه مجلس القيادة الرئاسي مجرد أزمة إدارة أو خلافات داخلية عابرة، بل تحوّل إلى مأزق سياسي وقانوني مكشوف بعد أن فقد رشاد العليمي نصاب الأغلبية الفاعلة داخل المجلس. 

مقاطعة أربعة من أبرز أعضاء المجلس، وهم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي واللواء فرج البحسني واللواء عبدالرحمن المحرمي والعميد طارق صالح، أسقطت عملياً شرعية استمرار العليمي كرئيس، وجعلت بقاءه أقرب إلى صورة شكلية بلا مضمون ولا قدرة.

 

هذه المقاطعة لا يمكن التعامل معها كحركة احتجاجية عابرة، فهؤلاء الأربعة يمثلون الثقل الحقيقي على الأرض سياسياً وعسكرياً وشعبياً. هم أصحاب حضور فعلي في الجنوب والساحل، ويمسكون بزمام القوة والاستقرار، بينما يقف العليمي في الضفة المقابلة مجرداً من أي نفوذ ميداني أو قاعدة شعبية أو إنجاز يمكن الدفاع عنه. الفارق هنا ليس في الأسماء، بل في الوزن والتأثير، بين من يصنع الوقائع ومن يكتفي بإدارة البيانات.

 

محرر "شبوة برس" يرى إن الإبقاء على رئيس فقد الإجماع والقدرة داخل مجلس القيادة لن يؤدي إلا إلى شلل مؤسسي كامل، ويضع الشرعية المعترف بها دولياً أمام فراغ قانوني وسياسي خطير، قد يهدد ما تبقى من حضورها وفاعليتها، ويُفقد المجلس الغاية التي أُنشئ من أجلها، وهي إدارة المرحلة لا تعميق أزماتها.

 

في المقابل، أثبتت قيادات الجنوب وطارق صالح أنهم أصحاب قرار ومسؤولية، وأنهم لا يقبلون أن يكونوا شهود زور على إدارة عبثية تُدار من فنادق الخارج. حضورهم على الأرض، وتفاعلهم مع الناس، وقدرتهم على ضبط المشهد الأمني والعسكري، جعلهم عنوان الاستقرار الممكن، لا جزءاً من الأزمة. هذه حقيقة باتت واضحة لكل مراقب.

 

رشاد العليمي، ومعه الدائرة الضيقة المحيطة به، لا يملكون اليوم سوى وزارة إعلام متنقلة في حقيبة معمر الإرياني، وكشوف إعاشة تتضخم بأعداد العاطلين في الخارج، دون أثر في الداخل أو قيمة في الميدان. إنها صورة سلطة بلا سلطة، وقيادة بلا قيادة.

 

محرر شبوة برس يرى أن ما يجري ليس نهاية مجلس القيادة بقدر ما هو نهاية مرحلة العليمي داخله، وبداية إعادة فرز قاسية بين من يملك الأرض ومن يستهلك الوقت. 

الجنوب وقادته، ومعهم طارق صالح، باتوا الرقم الصعب، أما من فقد النصاب والثقة معاً، فبقاؤه لم يعد سوى عبء على ما تبقى من شرعية.