شبوة برس – تعليق
لم تكن سيئون يوم أمس مجرد ساحة تجمع، بل كانت شمسًا جنوبية مكتملة الضوء، أعلنت أن إرادة الجنوب لا تُحاصر ولا تُكسر. خرجت جماهير وادي حضرموت في مشهد وطني مهيب، يليق بتاريخها وصبرها الطويل، لتقول كلمتها بوضوح بعد سنوات من المنع والقمع والتضييق، حيث كانت قوات الاحتلال اليمني تحتجز الناس على الطرقات وتمنعهم من حقهم في التعبير حتى ينقضي وقت أي فعالية. ومع ذلك، حضرت الجماهير في أبهى صورها، ثابتة، واثقة، ومتماسكة.
ويؤكد محرر شبوة برس" أن اليوم سيشهد شروق شمس جماهير المكلا، المدينة التي عرفت دائمًا كيف تحوّل البحر إلى رسالة، والتاريخ إلى موقف. مكلا النخبة والوعي، مكلا الدولة والنظام، تواصل المسار ذاته، مؤكدة أن حضرموت بساحلها وواديها قلب نابض في مشروع الدولة الجنوبية، وأن صوتها واحد مهما حاول العابثون تمزيقه.
وغدًا تحل شمس المهرة، بوابة الشرق وعمق السيادة، لتؤكد أن الجنوب ليس جغرافيا متفرقة، بل هوية واحدة تمتد من البحر إلى الصحراء. المهرة، بثباتها وهدوئها المعروف، تثبت أن المطالبة بالدولة خيار وطني جامع، لا نزوة عابرة ولا شعارًا موسميًا.
ثم يأتي الموعد الكبير يوم الأربعاء في عتق، عاصمة شبوة، حيث تتجه الأنظار إلى أكبر حشد جماهيري تشهده المحافظة. عتق التي دفعت ثمن مواقفها، ولم تنكسر، تستعد لتكون شمسًا ساطعة في سماء الجنوب، تعكس إرادة شعب قرر أن يستعيد دولته وكرامته ومستقبله.
إنها أيام الجنوب المضيئة، تتتابع فيها الشموس من سيئون إلى المكلا، ومن المهرة إلى عتق، في مشهد وطني جامع يؤكد أن الجماهير الجنوبية، بكل تنوعها، متفقة على هدف واحد وشعار واحد، إعلان الدولة الجنوبية، وبناء وطن يحمي أهله ويصون تضحياتهم.
شبوة برس
محرر شبوة برس