في تقرير ومقابلات صحفية أجراها مراسل القبس الكويتية في صنعاء نبيل الكميم مع بعض الناشطين السياسين تحت عنوان "اليمن غير السعيد" .. الاغتيالات والشرذمة والتدهور الاقتصادي .. اليمن الى أين؟ سؤال بحجم ما أثخن به الجسد اليمني خلال السنوات الثلاث الماضية وما زال، من مشاريع تمزقه وتشرذمه، وترد معيشي، واقتصادي، وفساد مالي واداري غير معهود.
أجاب محمد إسماعيل الشامي الحقوقي المعارض ، رئيس المجلس الوطني المستقل لشباب الثورة، والمقيم في باريس، والذي يرى ان الوضع الراهن يعد من اخطر الاوضاع التي عرفها اليمن في تاريخه المعاصر، سواء على الصعيد السياسي او الامني او المعيشي.
وقال لـ القبس: على الصعيد السياسي نعيش وضعا سياسيا قائما على انتهازية لأحزاب وقوى سياسية لم تحقق للبلد أي شيء، ولم تكن الا عبئا ثقيلا عليه وعلى كاهل الشعب، لتحقق اليوم لنفسها ولقياداتها الصدئة والهرمة ما لم تحققه منذ تأسيسها وقيامها مستغلة، بذلك، الثورة وتطلعات الشعب.
اما من الناحية الأمنية، فأقل ما يقال انها حالة حرب الكلمة، فقد شهدت خلال العامين المنصرمين ما يزيد على 300 حالة اغتيال في ظل حالة الضعف والانفلات الامني، ولا يمر يوم الا بوقوع عمليات الاغتيال والتفجيرات والتقطعات والاختطافات والحروب القبلية والاعتداءات والسرقات، سعيا لتصفية الحسابات، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية بسبب عدم وجود قيادة مسؤولة عن البلد.
الشعب يجوع.. والكبار يعممون الفساد
اما الناحية المعيشية، فقد وصل الامر الى حد لا يطاق، وهو ما حذرت من اتساعه واستمراره الامم المتحدة والمنظمات الدولية الانسانية، بعد أن صار الجوع جزءا من الحياة اليومية للشعب، ناهيك عن انعدام شبه كامل لمجمل الخدمات العامة من كهرباء وصحة وتعليم وغيرها.
ويحمّل الشامي الاحزاب والقوى السياسية بمختلف توجهاتها في الحكم او المعارضة المسؤولية: لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم، ولو تطلب الامر التعاون او التسهيل المباشر او غير المباشر لذلك التنظيم الارهابي!
الشامي: صالح يعمل لـ «توظيف» تحركات القاعدة
وردا عن سؤال لـ القبس عن دور الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ما يجري، وهل توجد خطوط مفتوحة بين صالح والقاعدة؟ يقول الناشط محمد اسماعيل الشامي: الرئيس السابق بالمحصلة يعد المسؤول الاول عن كل ما يجري، ومنها هذا التنظيم الإرهابي وقد سبق وكشف تعاطيه معه في مناسبات عدة ولأغراض متعددة، حتى وان لم يكن المخلوع صالح المسؤول المباشر، وذلك كونه عمل خلال فترة حكمه على التلاعب بالعديد من الملفات الخطيرة والشائكة ومنها ملف هذا التنظيم، وعمل لإيجاد كل تلك البؤر وترك المجال لها.
ويضيف: هل ان القاعدة وما يطلق عليهم انصار الشريعة ينتمون في الغالب الى سنحان، قبيلة صالح، ام لأبين ولقبيلة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وهل يتواجد وينشط هذا التنظيم في سنحان وما جاورها ام في ابين ومحيطها؟ انا على قناعة ان المعني بالرد عليه هو الرئيس الحالي - هادي - الذي اثبت فشله الذريع والواضح في القضاء على هذا التنظيم وفي ادارة مجمل شؤون البلد، واقول ان هذا التنظيم ما كان لينشط وينتشر ويتحرك ما لم يكن من البيئة الحاضنة نفسها التي يتواجد ويتحرك فيها بحرية.
التحريض الطائفي.. والانفصال ومشروع الأقلمة «دمار»
يرى الشامي أن تصاعد مستويات العنف، والاقتتال، والتحريض الطائفي والمذهبي الذي تشهده المحافظات الشمالية (المواجهات بين السلفيين والحوثيين) مع استمرار التوجهات المناطقية والانفصالية في المحافظات الجنوبية، ستدفع البلد نحو أفق ضبابي مخيف.
ومضى يقول: كل طرف يريد أن ينتقم لينتصر على الطرف الآخر، ولو بتدمير البلد.
استفادة القاعدة
بشأن موضوع الأقاليم، يرى الشامي أنه مشروع الأقلمة لا يخدم إلا تلك القوى والأطراف، ويهيئ لها الأرضية لتحقيق مكاسبها ومطامعها، ولا يحقق إلا الدمار والاقتتال، ومن تلك الأطراف اللاعبة في الميدان تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سيخدمه ذلك، ويعزز وجوده وحضوره إن لم يحقق سيطرته على محافظات جنوبية في ظل وضع منقسم ومشتت. وما حدث، أخيراً، في المنطقة الثانية بالمكلا حضرموت (هوجمت في سبتمبر من قبل القاعدة وسيطروا عليها لأيام عدة، فقتل 40 جندياً وأصيب العشرات)، هو رسالة واضحة، ولكن القيادات والمسؤولين والساسة أصابهم الحقد والعمي في ظل غياب تام لمشروع وطني جامع.