عبدالرحمن الجفري : الارياني قال لي إذا ترغبون في الحوار على أساس فيدرالية من إقليمين لن نقبلها أو حتى مجرد نقاشها

2012-12-02 08:47
عبدالرحمن الجفري : الارياني قال لي إذا ترغبون في الحوار على أساس فيدرالية من إقليمين لن نقبلها أو حتى مجرد نقاشها
شبوة برس - متابعات

  عبدالرحمن الجفري : الارياني قال لي إذا ترغبون في الحوار على أساس فيدرالية من إقليمين لن نقبلها أو حتى مجرد نقاشها

شبوة برس - متابعات

الشرق الاوسط حاورته /سوسن أبو حسين

كشف عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن عن تفاصيل  المشاورات التي تجرى حاليا بين القيادات الجنوبية اليمنية وجمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن لتحديد مرجعية ينطلق منها الحوار بين السلطة والحراك الجنوبي تحت رعاية الأمم  المتحدة وإشراف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

 وقال في حوارخاص لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة إنه من المبكر تحديد موعد لهذا  الحوار لأسباب منها ضرورة الإعداد الجيد ووضع جدول زمني، معتبرا  أن صنعاء في الوقت الراهن تعاني من صراعات على السلطة بين المكونات الثلاثة الرئيس السابق والقبائل والرئيس الحالي الذي وصفه بـ«الطيب».

وقال إن اختيار الرئيس ورئيس الوزراء ووزير  الدفاع من الجنوب لا يعني أن النظام والقوى السياسية في الشمال تمنح ما تريد وتمنع وقتما تشاء، وشدد على أهمية إعطاء شعب الجنوب حق الاختيار وعدم فرض الوحدة بقوة السلاح والتي تسببت في إقامة جدار من الكراهية كما تحدث عن تفاصيل المبادرات والحلول التي تدعم الاستقرار في اليمن. إلى نص الحوار

               

 * ما مضمون الحوار الذي دار بينكم وبين مبعوث الأمم المتحدة  لليمن جمال بن عمر حول إمكانية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني؟

               

 - جمال بن عمر هو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ  المبادرة الخليجية بآلياتها المختلفة، وفي الحقيقة هذه المبادرة لا شأن لها بالقضية الجنوبية وهي مبادرة كريمة من إخواننا في  الخليج جاءت لتحقن الدماء في صنعاء بين المتصارعين من مراكز  القوة بعد أن تجاوزت أوضاع الثورة المرحلة السلمية إلى حمل السلاح، أما قضية الجنوب ومطالب المواطنين وثورتهم مستمرة منذ عام 1994 ولم تحسم حتى اليوم فقد تبلورت في تاريخ 7 - 7 - 2007 واستمر أهل الجنوب في تقديم التضحيات عبر ثورة سلمية بلا سلاح وكانوا يقتلون ويعتقلون ولا يوجد من يسأل عنهم لا من الخارج ولا من الحكومة في صنعاء، ثم جاءت ثورة الربيع العربي وطلب من أهل  الجنوب التعاون مع الثورة لإسقاط نظام علي عبد الله صالح، حتى يأتي نظام أفضل وتحصلوا على حقوقكم، و«حقوقهم» تعني الاستقلال،  وكان هناك شبه اتفاق بينهم وبين شباب الساحات الشمالية على هذا – لكن - بعد حل أزمتهم أو بدا لهم ذلك نسوا قضية الجنوب - على الرغم من تقديم كثير المبادرات من أجل الحل - لكنها رفضت - ومن ثم بدأنا ننشئ تكتلا وطنيا جنوبيا ديمقراطيا يجمع بين الرؤى في  معادلة سياسية بأن سقفنا سيكون الاستقلال والتحرر والتعامل مع كل  الأساليب والاتجاهات السياسية والنضالية السلمية التي تحقق  طموحات شعب الجنوب في حياة حرة كريمة وهذه المعادلة السياسية الجامعة تؤكد أن السقف هو الاستقلال وتعطي أيضا للجنوب الحق في  الاختيار.

                

* قد يختار الشعب اليمني في الجنوب الاستمرار في الوحدة؟

                

- لا أعتقد.. لأن الجروح غائرة والتجربة بكل المقاييس فاشلة وتبقى صلة التواصل والارتباط بشكل من الأشكال وقد قلت لجمال بن عمر بصراحة ذلك، وقد اجتمعنا مرات لبلورة قواسم مشتركة لحل  القضية وخلال زيارة جمال بن عمر لمصر اتفقنا معه على عقد لقاءات  مع بعض القيادات الجنوبية وأبلغت الأخ علي ناصر محمد وجلسنا معه80 دقيقة ثم انضم إلينا الأخ حيدر العطاس وفي الحقيقة أن بن عمر  رجل حريص على أن ينجح في مهمته وقدرته على الاستيعاب كبيرة وقد عقدنا معه جلسة أخرى في اليوم التالي وجلس مع مجموعة من القيادات   الجنوبية وبحضور الإخوة علي ناصر وحيدر وكنا حوالي 20 شخصية وكل  طرح موقفه حتى وإن كانت الآراء مختلفة فهذا ليس عيبا والمهم هو  إدارة الخلاف والخروج بمواقف تشكل حلولا عملية.

                

* ما البنود التي اتفق عليها خلال هذا الاجتماع؟

              

  - طرح حيدر العطاس حق تقرير المصير وهذا موقفه وليس عيبا وأعلنها منذ العام الماضي، وطرحت من جانبي ما يلي إن كان هناك حوار يحمل  أفقا لحل عادل للقضية الجنوبية طبقا لخيار الشعب وأعني أننا إذا  وصلنا لطريق مسدود في الحوار تكون المرجعية العودة للشعب - وطرح   القضية للاستفتاء - وقلنا لجمال بن عمر: من دون مرجعية للحوار  سنظل فيه سنوات لا تنتهي ولن تحل القضية ومن ثم إذا كان الحوار من أجل الاستمرار في الحوار فنحن لن نشارك حتى إذا غضب منا وعلينا العالم كله لأننا نريد قواعد لحوار يؤدي إلى نتائج.

                

* كيف ترون طرح الدكتور عبد الكريم الإرياني الذي أشار إلى وجود قيادات الجنوب في الحوار بنسبة 50%؟

               

 - من الممكن أن يتم اختيار عناصر جنوبية تحددها صنعاء وهذه عملية إجرائية شكلية ، ونرى أن الأهم في الحوار هو ما يجعل التوافق ممكنا من خلال مرجعية وسقف زمني.

               

 * بم تردون على رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس عبد ربه منصور هادي التي أكد خلالها أن أي حوار بين الشمال والجنوب تكون مرجعيته وأساسه الوحدة؟

                

- القضايا التي نراها استراتيجية في منطقتنا هي قضايا تكتيكية بالنسبة لأميركا والغرب تتناسب مع مصالحهم ومن ثم فهي قابلة للتعديل والتغيير طوال الوقت وكل دولة يهمها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنة.

                

* تعتزمون إجراء حوار جنوبي – جنوبي، ما الهدف منه؟ ومتى سيعقد؟

                

- عقدنا من قبل لقاءات كثيرة جنوبية - جنوبية ولم يكتب لها  النجاح لسبب بسيط في اعتقادي هو أننا نحضر كل شيء ثم ندعو  المشاركين للاستماع وهذا أمر شكلي وغير مفيد وأرى أنه من المهم  بمكان أن يشارك الحضور في الإعداد للمؤتمر وتقديم مقترحات تساهم  في الطرح حتى نصل للتوافق وليس توحيد المواقف لأنني لست مع التنظيم الواحد والحزب الواحد والشكل الواحد فهذا كلام من الماضي  والصواب أن نوحد وننسق مثلا مواقف معينة، وقد أبلغنا الأستاذ جمال عمر بهذا الطرح وسيقوم برعايته - أي برعاية لقاء جنوبي - جنوبي يمثل فيه حوالي 150 شخصية جنوبية، ونفكر حاليا في تشكيل لجنة تحضيرية من القوى الجنوبية.

               

* هل اتفقتم على تواريخ محددة؟

              

  - نحن نريد السرعة دون استعجال والتأني دون إبطاء وهذه معادلة مهمة ونتمنى أن يعقد غدا - ولكن لا نرغب في نسيان أحد فيتهمنا بالإقصاء.

               

 * ألا ترى أن هذا الحوار قد يعطل مؤتمر الحوار الوطني اليمني  خاصة مع التسريبات التي تتحدث عن موعد له مع بداية العام المقبل؟

               

 - لم يسأل أهل الجنوب في مواعيد الحوار الشمالي - الجنوبي ونتمنى  الإعداد الجيد ونحن لا نعترض على أي اختيار، ولكن نخشى أن تختار  شخصيات قرارها في صنعاء والدكتور الارياني قيادة ذكية وبيننا ود  وسبق أن قال لي إذا ترغبون في الحوار على أساس فيدرالية من إقليمين لن نقبلها أو حتى مجرد نقاشها وإذا كانت بين أكثر من   إقليم سنقبل بالنقاش، وهذه هي الإشكالية ومجرد وعد لا ينفذ حتى يطول الوقت وننسى القضية، وما يهمني هنا ليس وحدة أو عدم وحدة  وإنما جدار الكراهية القائم بين المواطنين وقبل الوحدة كان  الجميع بينهم محبة وود ومصاهرة، وهذه الكراهية بين الشمال  والجنوب أخطر ما في الأمر وسبق أن ذكرت أن عشرين دولة في ظل ود ومحبة أفضل من دولة واحدة في ظل الكراهية، وبالتالي فإن إطالة  وتعميق الأزمة والتصريحات التي تطلق يوميا بأن الشمال لن يعطي  للجنوب شيئا وكأننا على الأبواب نتسول منهم وهذه مواقف غير موفقة على الإطلاق ونرجو أن يدركوا أن تاريخ اليمن كله - تاريخ انقسامي   وأن اسم الدولة اليمنية لم يأت إلا في عهد الإمام يحيى فكان سبأ - معين - وحضرموت - وحمير الخ، وبعد الإسلام كانت على نفس الخطى وبدأ الأمام يحيى بالدولة اليمنية، وكان في الشمال نفسه تأتي أوقات يكون له أربعة أئمة في مناطق مختلفة، وكذلك الجنوب كان عشرين دولة ومشايخ وسلاطين وإمارات، إذن تاريخنا انقسامي وإذا لم يحدث توافق قد ينفجر الوضع في يوم ما.

                

* وصفت مبادرة القبائل الشمالية لحل قضية الجنوب بأن بها ما هو جيد؟

                

- المبادرة التي أطلقها كبار مشايخ القبائل خاصة المنطقة الشرقية  - والجوف – وصعدة، ولهم مكانتهم وكلهم أصحابنا وسبق أن طلبت منهم هدم جدار الكراهية مع الجنوب وبعد وقت أرسلوا لي مبادراتهم التي أرسلوها للرئيس وقد حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، ووصفي لها بالجيدة بأنها تصدر من إخواننا في الشمال وهي تعطي رسالة للجنوبيين الاهتمام بأمرهم وقد نصت على فيدرالية في إطار الدولة  الواحدة.

              

  * هل أنتم توافقون على هذا الطرح؟

                

- هذا رأي وموقف إخواننا من قبائل الشمال ونحترمه أما نحن فقد  قلنا بوضوح: سقفنا هو الاستقلال وخيار الشعب.

               

 * ألا ترى أن كون رئيس الجمهورية اليوم من قيادات الجنوب هو من مكاسب الوحدة؟

                

- حصل على المنصب بالصدفة والأخ عبد ربه رجل طيب وأنا أعرفه - لكن الإخوان في الشمال بالسلطة مختلفون وهنا أفرق بين المواطنين والسلطة ولا مشكلة مع شعب الشمال فهو رائع. أما إخواننا في الحكم  فكل لحظة يقولون إن الرئيس جنوبي ماذا يريدون أكثر من ذلك  ويعقبها وضعنا رئيسا للوزراء جنوبيا ووزير الدفاع جنوبيا، وكأن كل هذه المناصب منحة منهم وكأن بيدهم مصيرنا يعطون ويحجبون كما ينظر نظام الحكم في الشمال لقضية الجنوب باستخفاف شديد، بينما   المسألة ليست في تنصيب رئيس أو وزير جنوبي، كما أن كل المسؤولين  الجنوبيين ليس بيدهم سلطات أو شيء؛ لا جيش ولا أمن بدليل أنهم عندما يحتاجون لتغيير قائد لواء يأتون بجمال بن عمر لتغييره، لأن القوة مع مراكز القوة المتصارعة.

                

* هل ترون طرح قضية الجنوب بهذه الصيغة مناسبا في ظل عدم استقرار اليمن بعد الثورة؟ واستمرار الصراع في صنعاء؟

                

- طرح قضية الجنوب ليس بجديد وفي عهد الرئيس علي صالح حدثت تجاوزات وقمع وظلم لشعب الجنوب وفرضت الوحدة بالقوة والذخيرة الحية.

                

* هل وعد جمال بن عمر بالتدخل وصولا لحل؟

                

- اتفقنا معه على استمرار التشاور وسوف يعود إلينا بعد رفع  تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

               

 * ماذا لو تم تمثيل الجنوبيين بقيادات جنوبية مقيمة في صنعاء في مؤتمر الحوار الوطني؟

                

- أولا عليهم توحيد صنعاء ثم فليقولوا ذلك، لأن صنعاء اليوم مقسمة بين ثلاث جهات كل جهة تحكم جزءا منها، ولذا فأنا مستغرب من هذه التسريبات في ظل وجود مشكلات في صنعاء والتي اعتبرها مكانا غير صالح للحوار اليوم، لأي حوار.

               

 * وما السبب؟

  

 - لأن صنعاء بالفعل مقسمة لثلاثة أقسام ما بين الرئيس السابق - والحالي - وآل الأحمر - وبعض من كبار رموز الصراع لديه مسكن في مكان ما لا يستطيع الذهاب إليه بسبب سيطرة طرف آخر على هذه  المنطقة.

              

  * كيف ترون دور مجلس التعاون الخليجي؟

               

 - السعودية تقوم بدور مهم في دعم استقرار اليمن ودول الخليج  ساهمت بدور كبير مع الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق.

               

 * هل ترون دورا لدول الخليج في القضية الجنوبية؟

              

  - ليس لدينا ما يمنع من رعاية الحوار بين الشمال والجنوب.

               

 * هل إذا حصل الشعب في الجنوب على كل حقوقه مثل الشمال سيبقى  الحوار في نطاق الوحدة دون التطرق إلى مسألة خيار الشعب  والاستقلال؟

   - أي حقوق!

                

* قسمة عادلة في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية؟

                

- الموضوع أصعب وأعقد من ذلك، والموضوع في الجنوب فوق طاقة احتمال البشر سواء من الناحية المادية أو النفسية وهناك شعور  بالمهانة والمذلة، وأنا كرئيس حزب معظم وقتي في الشمال ولدي  أصدقاء، ولكن لم أشعر بأنني مواطن، وإنما من الدرجة الرابعة وليس أنا فقط وإنما وزراء أيضا وحتى عبد ربه منصور عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية لم يكن لموقعه صلاحيات، إذن هناك جرح غائر ومن ثم عليهم ترك المواطنين لاختيار مستقبلهم وكان لدينا قرارات في  الأمم المتحدة منها طرح الاستفتاء لشعب الجنوب ولم يسأل شعب  الجنوب عن دولة الوحدة، ونحن في عام 1994 أعلنا دولة في عدن ولم  نسأل شعب الجنوب واليوم نريد أن نعطيه حقه في سؤاله عما يريد.

             

* وإذا جاءت النتيجة بنعم للوحدة؟  

            

- يجب أن نؤمن بخيار الشعب وما يقر به علينا أن نحترمه جميعا.